"مقامات ومزارات".. "شهاب الرملي" عالم زاهد صاحب مؤلفات كثيرة في جميع الفنون
تقدم "فيتو" على الموقع الإلكتروني، وعبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حلقات يومية من برنامج "مقامات ومزارات"، والذي يتناول لمحات من حياة آل بيت النبوة، وأولياء الله الصالحين وصحابة رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
البرنامج من إعداد وتقديم الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير سيد حسن.
تستعرض حلقة اليوم، التي تذاع في الساعة الواحدة بعد الظهر، جوانب من حياة الشيخ شهاب الدين الرملي، المنوفي المصري الأنصاري، وهو فقيه شافعيّ، من رملة المنوفية بمصر.
وهو الإمام العالم العلامة الزاهد الرباني العارف بالله، ولد سنة ثلاث أو خمس وسبعين وسبعمائة بالرملة، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وكان أبوه تاجرًا وأجلسه في حانوت ليبيع الثياب، وكان يقبل على المطالعة، ويهمل أمرها فظهرت فيها الخسارة، فلامه والده على ذلك، فقال: أنا لا أصلح إلا للمطالعة.
عالم في كل الفنون
وشارك في جميع الفنون إلى أن صار إمامًا عالمًا في كل الفنون؛ لكثرة مذاكرته بما يعرفه، وقصده الخير، وهو مع ذلك شديد الملازمة للخيرات والعبادة، لا تعرف له صبوة، وهو تارة في القدس، وتارة في الرملة، لا تخلو سنة من السنين عن المرابطة على جانب البحر بالأسلحة الجيدة، ويحث أصحابه على الشجاعة ومعالي الأخلاق، ويدعو إلى الله سرًّا وجهرًا، ويأخذ على أيدي الظلمة، مع كراهية الشهرة، وعدم الظهور.. عرضت عليه أشياء من زينة الدنيا ومناصب فلم يقبل منها شيئًا.
وله تصانيف كثيرة نافعة: من أجلِّها: "شرح سنن أبي داود" في أحد عشر مجلدا، و"شرح جمع الجوامع" في مجلد، و"شرح منهاج البيضاوي" في مجلدين.
من كتبه
وله "تصحيح على الحاوي"، و"ألفية نظم في الفقه" عظيمة الجدوى، اعتمد فيها غالبا على "زبد البارزي"، وسماها "صفوة الزبد وإيضاحها" في مجلد، و"شرح السيرة النبوية" نظم العراقي، و"اختصار شرح- العراقي- البخاري" وصل فيه إلى الحج، و"شرح أحاديث ابن أبي حمزة" في مجلد، و"قطعة من ضبط ألفاظ الشفاء" للقاضي عياض، وقطعة من "شرح البهجة" لابن الوردي، و"شرح الحاوي" لم يكتمل، و"قطعة من شرح الملحة" من حروف الجر إلى آخر الكتاب، و"قطع متفرقة من تفسير القرآن العظيم"، و"استشكالات على التنقيح والكرماني" كمل منها مجلد، و"مختصر حياة الحيوان للدميري" مع زيادات فيه، و"قطعة من النباتات".
وسمع "البخاري" بأكلمه على أبي الخير، ابن الحافظ صلاح الدين خليل.
و"الموطأ" رواية يحيى بن بكير، على السراج أبي حفص عمر بن محمد ابن علي الصالحي ثم البصروي.
تصويب مؤلفات زكريا الأنصاري
وهو أحد الأجلاء من تلاميذ شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري، وكان مقدمًا عنده حتى أذن له أن يصلح في مؤلفاته في حياته وبعد مماته، ولم يأذن لأحد سواه في ذلك، وأصلح عدة مواضع في "شرح البهجة"، و"شرح الروض" لشيخ الإسلام، وكتب شرحًا عظيمًا على "صفوة الزبد" في الفقه، وكتبه الناس في حياته وقرأوه عليه، جمع فيه غالب ترجيحاته وتحريراته، وله مؤلفات أخر.
ومن أشهر كتبه؛ فتاوى الرملي، والتي جمعها ابنه، شمس الدين.
توفي بالقاهرة عام 957 هـ، ودفن بمنطقة باب الشعرية، قرب مسجد الإمام الشعراني.