"معجزات الأنبياء".. سر رعب أبي جهل من النبي صلى الله عليه وسلم
تقدم "فيتو" على الموقع الإلكتروني، وعبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حلقات يومية من برنامج "معجزات الأنبياء"، حيث نتناول كل يوم معجزة نبي من الأنبياء ورسول من الرسل، والدروس المستفادة منها.
نستكمل في حلقة اليوم من البرنامج، الذي يعده ويقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير وفاء حسن، وإخراج عادل عيسى، وإشراف هند نجيب، التأمل في أخلاق النبي، صلى الله عليه وسلم، فقد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثالًا يُقتدى به في الشجاعة والثبات، فيوم حُنينٍ لمّا اختلطت صفوف المسلمين، وفرّ بعضهم من أرض المعركة، ثبت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثبات الشجعان، وأخذ ينادي في الصفوف: (أنَا النبيُّ لا كَذِبْ، أنَا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ).
الشجاعة
ويومَ أُحد لما خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانقلبت أحداث المعركة، واضطرب جيش المسلمين وأخذوا ينسحبون من أرض المعركة، ثبت النبي، صلى الله عليه وسلم، في وجه المشركين، وحوله ثلّة قليلة من الصحابة.
وكان علي بن أبي طالب يقول: (كنَّا إذا احْمَرَّ البأسُ، ولقيَ القومُ القومَ، اتَّقَينا برسولِ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فما يكون منَّا أحدٌ أدنى مِنَ القومِ منهُ).
رعب أبي جهل منه صلى الله عليه وسلم
رُويَ في سيرة ابن هشام أن رجلًا من إراش جاء إلى مكة، ومعه إبلٌ يريد أن يتاجر بها، فاشتراها منه أبو جهل، ثم ماطله في دفع ثمنها، ولما طال الوقت ولم يدفع أبو جهل المال، استغاث الرجل بأهل مكة ليردّوا له مظلمته، فلم يغثه أحد، فالكل يخشى بطشَ أبي جهل وقوّته، ثم أشار بعضهم على الرجل بأن يستغيث بمحمد صلى الله عليه وسلم، وما فعلوا ذلك إلا استهزاءً، حيث إنهم يعلمون العداوة التي يكنها أبو جهل لرسول الله، صلى الله عليه وسلم.
فذهب الرجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وقال: "يا عبد الله، إنَّ أبا الحكم بن هشام قد غَلَبَني على حقٍّ لي قِبَلَه، وأنا رجل غريب، ابن سبيل، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤدِّيني عليه، يأخذ لي حَقِّي منه، فأشاروا لي إليك، فَخُذ لي حَقِّي منه".
فقام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومعه الرجل، وتوجّه إلى دار أبي جهل وطرق عليه الباب، فقال: من هذا؟ فأجابه، ثم طلب منه الخروج إليه، فخرج أبو جهل مسرعًا قد امتقع لونه من الخوف.
فأمره رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بأن يعيد للرجل حقه، فقال: "نعم، لا تبرح حتى أعطيه الذي له"، فدخل مسرعًا، وخرج بحق الرجل، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحق الرجل بقومه.