روسيا تشعل فتيل الحرب العالمية الثالثة.. ورسائل بين السطور للولايات المتحدة الأمريكية
يتكرر في الخطاب السياسي الروسي، التحذير من ”حرب عالمية ثالثة“، والحديث عن ”خطر حقيقي لنشوب حرب نووية“، ما يمثل رسائل من موسكو للتغطية على تعثر مسار حربها في أوكرانيا، وفق تقرير نشرته صحيفة ”لوفيجارو“ الفرنسية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مقابلة أذاعها التلفزيون الرسمي الروسي مساء الاثنين الماضي، إن بلاده تحاول الحد من مخاطر الحرب النووية، مشيرا إلى أن الخطر ”حقيقي وخطير“.
كما حذر وزير الخارجية الروسي خلال المقابلة، من خطر نشوب حرب عالمية ثالثة قائلًا: ”الخطر جسيم، إنه حقيقي ولا يمكن الاستهانة به“.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن ”توقيت هذا التحذير ليس من قبيل الصدفة، وهناك عدة فرضيات تفسره، حيث يمكن ربطه بنتيجة غير كافية لروسيا على الأرض في أوكرانيا“.
ونقلت ”لوفيجارو“ عن الجنرال فرانسوا شوفانسي المستشار في الجغرافيا السياسية والمتخصص في علوم المعلومات والاتصالات، قوله: ”يمكننا أن نرى بوضوح أن الروس ليس لديهم أي تقدم كبير، وماريوبول لم تسقط بعد“.
وأضاف التقرير: ”ربما يكون هذا التحذير مرتبطا أيضا بزيارة الممثلين الأمريكيين إلى كييف، حيث تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكين، ووزير الدفاع لويد أوستن، مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وأعربا عن تضامنهما مع أوكرانيا، وأكدا على وجه الخصوص أنهما سيواصلان تقديم مساعدات ضخمة له“.
اقتراب الاحتفال الكبير
والاحتمال الآخر الذي تقدمه ”لوفيجارو“ مرتبط باقتراب الاحتفال الكبير بيوم 9 مايو، يوم ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية“، معتبرة أن ”بوتين بحاجة إلى نصر وهو يريد أن يظهر تصميمه“.
وتابعت الصحيفة أنه ”قبل أسبوعين من هذا الموعد ربما يرغب بوتين في التأثير على الرأي العام الروسي حول شرعية هذه الحرب“.
واستطردت بالقول إنه ”من خلال استحضار خطر الحرب العالمية الثالثة، تبرر روسيا أيضا عملها العسكري في أوكرانيا، وبذلك يمكنها التأكيد على أنها ليست مسؤولة عن هذا الوضع“.
وتابع تقرير الصحيفة الفرنسية أنه ”إلى جانب توقيت هذه الدعوة من المثير للاهتمام أن نفهم مع من تتحدث موسكو، فالمتلقى الأول هو الولايات المتحدة، وجاء التصريح بعد زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى أوكرانيا“.
إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة
وقالت ”لوفيجارو“: ”ربما أرادت موسكو إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة، وهي بحسب الجنرال شوفانسي: كن حذرا ولا تذهب بعيدا في مقترحاتك، إذا لم تفعل ذلك فسيكون الرد بطريقة قاسية ومتطرفة“.
ووفق ما نقلته ”لوفيجارو“ عن فلوران بارمنتير الباحث في السياسة الدولية فإن ”الولايات المتحدة ليست الوحيدة المستهدفة بهذه الرسالة، فقد أراد لافروف أيضا أن يخاطب البلدان التي، لديها تقاليد سلمية قوية مثل ألمانيا“.
ويوضح بارمنتير أنه ”بينما تجتمع حوالي 40 دولة في ألمانيا، بناء على دعوة من الولايات المتحدة، لتعزيز دفاعات أوكرانيا، يمكن أن يؤدي تهديد الحرب العالمية الثالثة إلى ردع هذه الدول عن الذهاب بعيدا في تقديم الدعم العسكري لكييف“.
وتابع التقرير أن ”الفرضية الأخيرة قد تكون أن هذه الرسالة موجهة داخليا إلى أولئك الذين يرغبون في وقف الحرب في أوكرانيا“.
ويوضح فلوران بارمنتير أن ”موسكو تستحضر شبح الحرب العالمية لوضع البعض أمام خيارين، إما أن تكون معنا أو أنك ضدنا“ وفق قوله.