الاختيار3.. بين مجد الجماعة وبقاء مصر للجميع
تتواصل حلقات ملحمة الاختيار في جزئها الثالث لتؤكد للقاصي والداني حقيقة الصراع بين أطياف الشعب المصري وجماعة الإخوان وذروتها في ثورة ٣٠ يونيو قبل نحو تسع سنوات، إن حقيقة الصراع بين الشعب المصرى بكل انتماءاته الفكرية والسياسية وحتى الإيدولوجية لم تكن حول من يحكم وإنما الاختيار بين مجد جماعة طغى حلم التمكين للثأر التاريخي من مجتمعها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ليصبح وحده أهم أهدافها، وبين جموع شعب مجد بلاده وكيانها تحت التهديد والضياع إلى الأبد..
حلقات مسلسل الاختيار ٣ لم تعنى بالدراما التقليدية وتنسج أحداثها في قوالبها المتعارف عليها، وإنما الدراما سجلتها أحداث الواقع الذي عاشه الشعب المصري بكل اطيافه وبات محفور في أذهان الجميع وما كان من صانع سيناريو المسلسل إلا أن يلضم حبات العقد المنفرط ويسجل بين حباته موقف يتخذ فيه المشاهد قرار ما بين خيار مجد جماعة الإخوان وخيار الحفاظ على وطن يجمع اطيافه ويؤمن لهم حياتهم اليوم وغدا..
وفي السياق تأتي التسريبات كأضواء كاشفة لكل من كان الضباب يغشى عينيه ويشتت أفكارهم ويحرمهم من إتخاذ القرار ما بين مجد جماعة نجحت في تجييش كل المشاعر الطيبة دينية ودنيوية في نفوس بسطاء الناس لخدمة هدف واحد هو التمكين ليصبح مجد الجماعة المارقة حقيقة واقعة رغما عن أحلام وطموحات الجميع..
وفي الأحداث فواصل وحكايات فارقة في تاريخ ومجد أمة بات على المحك، وتحول إلى ما يشبه سلعة تباع وتشترى في سوق الجماعة وينادى عليه من منصتها في رابعة والفائدة في جيب حلفائها أعلنوها صريحة من على المنصة.. دونها والرقاب.. والجديد أن المسلسل التاريخى يكشف لنا المستور في حلقات المساومة عبر الدهاليز السياسية أن مسلسل البيع والشراء لمجد بلادنا من أطراف الجماعة المارقة كان أكثر تشويقا وأكثر وضوحا والإستعداد للفوز بالغنيمة بأى ثمن حتى لو كان دماء تسيل للركب في كل شوارع المحروسة كان في حكمهم مشروعا..
وسجلت الحلقات أهم أحداثه ونحن نرى العرض الأخير من قائد الجيش للرئيس الشرعى المزعوم للاختيار ما بين حلم ومجد الجماعة وحلم ومجد وطن للجميع، فكان الاختيار من الرئيس صاحب الشرعية البائسة اختيار مجد الجماعة وإعلانه العجز في مواجه طموح ومجد مكتب الإرشاد..
ومن أهم الأحداث الفارقة حين احتد وطيس الصراع بين أحلام الجماعة وطموحات بقاء مصر وطن للجميع فى التقدير الأخير من قائد جيش الشعب لأمراء الجماعة وشطارها وهو يحذرهم من مخاطر هلاك أمة بات على المحك وضياع مجد بلاد تكون على مدى أكثر من سبعة آلاف سنة إن إختار الحلفاء الشطار الدعوة للنفير العام لعباد الجماعة ومريديها وحسنا فعلوا إذ جاءهم نفير لم يحسبوا حسابه من كل صوب وحدب لتمتلئ شوارع المحروسة عن أخرها بطوفان من جموع الشعب المصري اختاروا بقاء مصر وطن للجميع.. يحلم بمصر جديدة بلا إخوان.