رئيس التحرير
عصام كامل

أول يوم تهجد.. تعرف على كيفية أداء الصلاة وحكمها

صلاة التهجد
صلاة التهجد

تبدأ مساجد مصر فى إحياء نافلة التهجد، في المساجد الكبرى والجامعة التي تقام بها صلاة الجمعة، والتي بها أئمة من الأوقاف حتى نهاية الشهر الفضيل وتُطلق كلمةُ التهجُّد في اللُّغةِ على النومِ والسّهرِ معًا، فهي من الكلماتِ ذات الأضداد، فيُقال تهجَّدَ فُلان: إذا نام، ويُقال تهجَّدَ فُلان: إذا سهر، ويًقال هَجَدَ: أي نام باللّيل، فهو هاجد، والجمعُ هُجُودٌ، وهَجَدَ: أي صلّى باللّيل، وأمّا في الاصطلاح؛ فتُطلق على أي صلاة في اللّيل غير المفروضة، وذهبَ جُمهور الفُقهاء إلى أنَّها أيّ صلاة تطوع تكون في اللّيل بعد الاستيقاظ من النومِ، وفرَّق بعضُ العُلماء بين التهجُّدِ وقيام اللّيل، فقالوا: إن القيام ما يُصلّيه المُسلم قبل نومِه، وأمّا التهجُّد فيكونُ بعد القيامِ من النوم.

 

وقت التهجد 

يبدأ وقت صلاة التهجد بعد الانتهاء من صلاة العشاء، ويستمر وقتها إلى آخر الليل، فيكون الليل كله من بعد العشاء إلى الفجر وقتا للتهجد، إلا أن أفضل وقت لصلاة التهجد هو آخر الليل أو ما قارب الفجر ودخل في الثلث الأخير من الليل؛ حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل)، فيدل هذا الحديث على أن أفضل صلاة الليل هي ما كانت في آخر الليل، مع جواز التهجد أول الليل لمن خشي أن ينام فيفوته فضلها، وعنه أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟ من يسألني فأعطيه؟).

حكم صلاة التهجد

وصلاة التهجد سُنة؛ حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه).

 

كيفية صلاة التهجد

وبما أن صلاة التهجد هي ذاتها صلاة قيام الليل باختلاف كون مصلي التهجد يقوم إلى الصلاة بعد أن ينام نومة يسيرة كما مر آنفا، فإن طريقة صلاة التهجد هي ذاتها طريقة أداء صلاة قيام الليل، أما طريقة أداء صلاة التهجد فلها العديد من الطرق والحالات التي يجوز أداؤها بها، ومن تلك الطرق أن ينام من أراد أداء صلاة التهجد ولو نومة يسيرة، ثم يقوم في منتصف الليل فيصلي ركعتين خفيفتين، ثم يصلي بعد ذلك ما شاء من ركعات، ويجب أن تكون صلاته ركعتين ركعتين؛ فيسلم بعد كل ركعتين، وبعد أن يتم ما أراد من صلاة التهجد يوتر بركعة واحدة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز له كذلك أن يوتر بثلاث ركعات، أو بخمس.

 

وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة؛ يوتر من ذلك بخمس لا يجلس إلا في آخرهن، وكحديث عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيصلي التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم يسلم تسليما يسمعناه، ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة، فلما أسن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخذه اللحم، أوتر بسبع وصنع في الركعتين مثل صنعه في الأولى، وفي لفظ عنها: فلما أسن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخذه اللحم أوتر بسبع ركعات لم يجلس إلا في السادسة والسابعة، ولم يسلم إلا في السابعة، وفي لفظ: صلى سبع ركعات، لا يقعد إلا في آخرهن).

وهذه كلها طرق أداء صلاة التهجد والأفضل على الإطلاق والأكمل أن يصلي العبد كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي، أما إذا صلى بطريقة أخرى فلا حرج عليه؛ كأن يوتر بواحدة فقط بعد الانتهاء من صلاة التهجد، أو صلى الوتر خمس ركعات سردها كاملة ولم يجلس إلا في الركعة الأخيرة، وينبغي عليه أن يخشع في صلاته ويؤديها بحقها فلا ينقرها نقرا، أما من حيث الجهر والإسرار بـ صلاة التهجد فذلك متروك لتقدير المصلي، فإن رأى الأفضل في رفع صوته والجهر بالصلاة جهر بها، وإن رأى الإسرار بها وخفض صوته في القراءة أفضل له أسرّ بها.

الجريدة الرسمية