أمين مجلس الأمن الروسي: أوكرانيا تتجه إلى التفكك

أوضح نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الامن الروسي أن أوكرانيا تتجه نحو التفكك إلى عدة دول على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية والتي دخلت يومها الـ62.

أمين مجلس الأمن الروسي 

وترقى تعليقات نيكولاي باتروشيف بحسب «الخليج» إلى حد التحذير من أن حرب روسيا في أوكرانيا قد تؤدي إلى تقسيم البلاد، والذي ستسعى موسكو إلى إلقاء اللوم فيه على خصومها.

وفي مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا جازيتا» الحكومية، قال باتروشيف، وهو حليف مقرب للرئيس فلاديمير بوتين، إن الولايات المتحدة تحاول منذ سنوات أن «تزرع في نفوس الأوكرانيين الكراهية لكل ما هو روسي».

تفكك اوكرانيا 

وقال باتروشيف: «لكن التاريخ يعلمنا أن الكراهية لا يمكن أبدًا أن تصبح عاملًا موثوقًا به في الوحدة الوطنية؛ إذا كان هناك أي شيء يوحد الشعوب التي تعيش في أوكرانيا اليوم، فهو فقط الخوف من الفظائع التي ترتكبها الكتائب القومية»، في إشارة إلى وحدات القوات المسلحة الأوكرانية التي وصفتها موسكو «بالنازية» في إطار تبريرها المعلن لعمليتها العسكرية هناك.

ونقلت الصحيفة عنه قوله: إنه لذلك فإن «نتيجة سياسة الغرب وكييف لا يمكن أن تكون إلا تفكك أوكرانيا إلى عدة دول».

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يمكن عقد اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من دون التوافق على القضايا الفرعية لحل أزمة الحرب بين موسكو وكييف.

الأمم المتحدة 

وقال بوتين في اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم في موسكو بحسب شبكة سكاي نيوز: «ميثاق الأمم المتحدة أساس العلاقات الدولية وليست قواعد كتبها البعض لخدمة مصلحته».

وأضاف بوتين: «روسيا، وبصفتها إحدى الدول المؤسسة للأمم المتحدة وعضو دائم في مجلس الأمن، دعمت هذه المنظمة العالمية على الدوام، ونعتقد أنها ليست عالمية فحسب، بل إنها فريدة من نوعها»؛ مشيرًا إلى أنه "لا توجد منظمة أخرى من هذا القبيل في المجتمع الدولي".

وأكد بوتين: «نحن نؤيد بقوة المبادئ التي تقوم عليها، ونعتزم الاستمرار بذلك في المستقبل».

وأوضح بوتين لجوتيريش: «أعرف قلقكم فيما يتعلق بالعملية الروسية لكن المشكلة برمتها نشأت في أوكرانيا بعد الانقلاب المناهض للدستور هناك عام 2014».

وأردف بوتين: «روسيا تتوقع أن تتمكن من التوصل لاتفاقيات على المسار الدبلوماسي مع أوكرانيا».

زعم الرئيس الروسي أن موسكو تدخلت لوقف ما وصفه بالإبادة الجماعية في دونيتسك ولوجانسك وقال لجوتيريش: «عندما أعلنت أوكرانيا أنها لن تمتثل لاتفاقيات مينسك، اضطرت روسيا للاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، من أجل وقف الإبادة الجماعية؛ بعد أن أعلنت السلطات في كييف علنا وعلى ألسن كبار رجالات الدولة، أنها لا تنوي تنفيذ اتفاقيات مينسك، اضطررنا إلى وقف الإبادة الجماعية للأشخاص الذين يعيشون في هذه الأراضي، والاعتراف بهذه الدول كدول مستقلة».

الرئيس الروسي

 وتابع الرئيس الروسي: «أكرر مرة أخرى، هذا كان إجراء إجباري لإنهاء معاناة الناس الذين يعيشون في هذه الأراضي، للأسف، فضل زملائنا في الغرب التعامي عن كل هذا».

وأشار بوتين إلى أنه «بعد اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، طلبت الأخيرتان "تزويدهما بالمساعدة العسكرية بسبب حقيقة أنهما تتعرضان للتدخل والعدوان العسكري، وعلى إثر ذلك اضطرت روسيا أيضًا إلى البدء بالعملية العسكرية الخاصة».

ونوه بوتين، في اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بقرار المحكمة الدولية بشأن الوضع في كوسوفو، والذي أيده الجميع، وذكر أن جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك الشعبيتين قد أصبحتا مستقلتين قياسا بهذا القرار.

وتابع بوتين: «أنا شخصيًّا قرأت جميع وثائق محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن الوضع في كوسوفو، وأتذكر جيدًا قرار المحكمة الدولية، والذي ينص على أنه عند ممارسة حق تقرير المصير، فإن إقليم أي دولة غير ملزم بتقديم طلب للحصول على إذن لإعلان سيادته للسلطات المركزية في البلاد؛ هذا قيل عن كوسوفو وهذا قرار المحكمة الدولية، والذي حظي بتأييد الجميع».

وأضاف «جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين لهما نفس الحق في إعلان سيادتهما دون مناشدة السلطات المركزية لأن هذه الحادثة قد حصلت من قبل».

وأعلن بوتين أن "مصنع آزوفستال معزول تمامًا، أعطيت الأمر بعدم القيام بعمليات هجومية هناك، ولا توجد عمليات عسكرية هناك".

وكشف بوتين: «المفاوضون الأوكرانيون غيروا موقفهم جذريًّا، وابتعدوا عن نواياهم السابقة، ووضعوا جانبا القضايا الأمنية، وشبه جزيرة القرم وسيفاستوبول، ودونباس، ولكن المفاوضات جارية».

أوكرانيا تعتذر رسميا بعد نشر فيديو مسيء للإمبراطور هيروهيتو

بوتين 

وأضاف بوتين أن «مسودة الاتفاقية التي قدمتها أوكرانيا تنص على أنه ينبغي حل هذه القضايا في اجتماع لرؤساء الدول».

وعلق بوتين على ذلك: «من الواضح لنا أن هذه القضايا، إذا نسبناها إلى مستوى رؤساء الدول، دون حلها أولًا، على الأقل في إطار مسودة اتفاقية، فلن يتم حلها، وفي هذه الحالة، التوقيع على ضمانات أمنية دون حل القضية الإقليمية المتعلقة بشبه جزيرة القرم، وسيفاستوبول، وجمهوريات دونباس، غير ممكن ببساطة، ولكن مع ذلك، فإن المفاوضات جارية، الآن تجري في صيغة الفيديو، وآمل أن يقودنا هذا إلى بعض الأمور الإيجابية بالنتيجة».

وبعد أن أخفقت في محاولة أولية لاقتحام كييف، أعادت القوات الروسية تجميع صفوفها فيما تصفه موسكو بحملة «لتحرير» منطقة دونباس الشرقية.

وفي الأسبوع الماضي، ذهب جنرال روسي إلى أبعد من ذلك، قائلًا إن روسيا «ستتطلع إلى الاستيلاء على شرق وجنوب البلاد بالكامل».