علي جمعة: التحريف والترجمة سيئة النية للقرآن أكدت معجزات
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية أن القرآن الكريم تعرض لمحاولات التحريف، ومحاولات الترجمة الخاطئة، وصفها بأنها "سيئة النية" لكنها لم تنجح في تغيير القرآن أو تؤثر عليه، مشيرًا لتعرض المصحف لمحاولة طباعة محرفة، فبقي كما هو، الأمر الذي أكد معجزة القرآن، وأعلى من شأنه.
محاولات تحريف القرآن
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة علي الفيس بوك "يقول تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} هذه هي الآية التاسعة من سورة الحجر في القرآن الكريم، وهي وعد من الله الذي أنزله بأن يحفظه، ولم يكن في مقدور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا أحد من البشر من بعده أن ينفذ هذا الوعد."
وقال "ولكن الواقع الذي نعيشه يؤكد أن الوعد قد تم، ويزداد الإعجاز عبر الزمان من كل جهة؛ فإن القرآن لم يحفظ في الخزانات بعيدًا عن الناس، بل حفظه الأطفال بالملايين في كل مكان، وزاد من الإعجاز أن حفظه من لم يتعلم العربية ولم يعرف فيها كلمة واحدة."
وأضاف جمعة "وقد تعرض القرآن الكريم لمحاولات التحريف فلم تفلح، ولمحاولات الترجمة الخاطئة السيئة النية فلم تؤثر فيه، ولمحاولة الطباعة المحرفة، فبقي كما هو، ولمحاولة تقليده ومحاكاته بسيئ الكلام وركيكه فلم يزحزح عن مكانته، بل إن كل ذلك أكد معجزته الباقية عبر الزمان، وأعلى من شأنه في صدور الناس، وكان كل ذلك بالرغم مما اشتمل عليه من العدوان والطغيان سببًا في تمسك المؤمنين به، وبابًا جديدًا للدعوة إلى الله ودخول الناس في دين الله أفواجًا"
الرحلة القرآنية
وتابع علي جمعة: "وبدلا من إبادة المسلمين التي أرادها مشركو مكة ومن بعدهم الفرس والروم ومن بعدهم الفرنجة والتتار ومن بعدهم الاستعمار والتعصب في الشرق والغرب بدلًا من ذلك انتشر الإسلام وأصبح عدد المسلمين أكبر أتباع دين طبقًا لموسوعة جينز للأرقام القياسية، وهم يقدرون الآن بمليار وثلاثمائة مليون نسمة".
وعن الرحلة القرآنية قال جمعة: "وأحب أن أروي شيئا من هذه الرحلة القرآنية: 1- نزل القرآن بلغة العرب، وظل محتفظًا بلغته إلى يومنا هذه، وهذا الاحتفاظ جعله مرجعًا لكل من حاول أن يترجمه إلى لغة أخرى، ولقد ترجم منذ العصور الأولى خاصة ما ورد منه في رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأكاسرة والقياصرة؛ حيث وردت بعض الآيات في هذه الرسائل فترجمت إلى لغات المرسل إليه أثناء تلاوتها عليهم".
واختتم حديثه قائلًا: "والآن ترجم القرآن إلى أكثر من مائة وثلاثين لغة بعضها ترجم مرة واحدة وبعضها ترجم أكثر من مائتين وخمسين ترجمة كما هو الحال في اللغة الإنجليزية مثلا، وكثير منها ترجم مرات عديدة، وفي كل الأحوال يبقى النص القرآني هو المرجع، فالترجمة قد تكون سيئة النية وقد تكون من نص آخر غير العربية (كترجمة شوراكي إلى الفرنسية والترجمة إلى الأسبانية..... إلخ) وقد تكون من شخص يجهل إحدى اللغتين أو اللغة المترجم إليها، وقد تكون ترجمة مذهبية أو طائفية أو شارحة لرأي المترجم. وفي كل الأحوال قد تكون مفككة وركيكة التركيب، وقد تكون بليغة راقية الأسلوب، ولكن يبقى الأصل العربي ليرفع النزاع ويمثل الإسلام تمثيلًا حقيقيًا من تحريف أو تخريف، وهذه مزية تفرد بها القرآن عن سائر الكتب المقدسة...".