الصين تمنع أقلية الويغور المسلمة من صيام رمضان لأسباب أمنية
فرضت الصين مراقبة مشددة على ممارسات عرقية الويغور المسلمة في شهر رمضان بإقليم شينجيانج في أقصى غرب البلاد، وفقا لما ذكره منفيون من الويغور ومسئولون محليون.
وذكرت المصادر أن التدابير الصينية تشمل منع الطلاب المسلمين من الصيام في نهار رمضان ومراقبة اتصالاتهم.
ويعيش نحو تسعة ملايين من الويغور، أكبر أقلية بين 21 مليون نسمة يعيشون في الإقليم مترامي الأطراف المقسم عرقيا والمتاخم لباكستان وأفغانستان وكازخستان وقيرغيزستان ومنغوليا.
ويشتكي المسلمون الويغور من اضطهاد ثقافي وديني، ويقولون: إن العرقيات المهاجرة الصينية في شينجيانج تتمتع بالمزايا للتطور في الإقليم الغني بالنفط لكنه متخلف اقتصاديا.
ويحاول الحزب الشيوعي الحاكم استيعاب الويغور والأقليات العرقية والدينية الأخرى ضمن الثقافة الصينية السائدة.
وشن بعض مؤيدي الاستقلال من الويغور هجمات على نطاق صغير، غالبا ما تستهدف قوات الأمن، ما دفع الحزب الشيوعي إلى إعلان معركة عامة ضد " قوى الشر الثلاثة" وهي التطرف الديني والانفصالية والإرهاب.
ويخيم التوتر بصورة خاصة على شينجيانج في شهر رمضان الجاري في أعقاب مصرع ما لا يقل عن 35 شخصا الشهر الماضي خلال هجمات للويغور على مراكز للشرطة ومقر حكومي ومبان أخرى في بلدة لوكشن.
وقالت متحدثة باسم مكتب التعليم في مقاطعة شاتشي أو "ياركاند"، على مسافة 200 كيلو متر جنوب شرق كاشغر، إنه "يتعين على الطلاب ارتياد المدارس كل يوم جمعة خلال شهر رمضان".
وأضافت لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) عبر الهاتف أنه "يحظر عليهم الصيام، هم ومدرسوهم".
وقال ديلكسات راكسيت، المتحدث باسم مؤتمر الويغور العالمي ومقره ميونيخ، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) عبر الهاتف إن المدارس والجامعات تراقب الهواتف المحمولة للطلاب الويغور وحساباتهم على مواقع الدردشة الإلكترونية ومواقع المدونات الكبرى ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.
وذكر مكتب التعليم في مقاطعة "تيكيسي" شمال غرب شينجيانج أنه عقد اجتماعا في أواخر الشهر الماضي من أجل " الأمن والاستقرار".
وقالت هيئة التعليم في "تيكيسي": إن كل المدارس البالغ عددها 52 مدرسة ودور رياض الأطفال الاثنتين والأربعين في المقاطعة وقعت اتفاقيات مكتوبة تضمن عدم صيام أي من العاملين بها، مضيفة أن المدارس يتعين عليها التوقيع على " خطابات مسئولية" مع الآباء والطلاب.
كما طالبت حكومات محلية في شينجيانج المتاجر أن تظل مفتوحة وأمرت الموظفين الحكوميين بعدم الصيام. وقال راكسيت: إن السيطرة تصل إلى المساجد ومنازل الأسر.
وأضاف أنه "خلال رمضان، يمنع على الجماعات الدينية إقامة أنشطة تدريبية دينية تحت أي مسمى".
وقال إن "السلطات ستدخل منازل الويغور تحت مسمى حفظ الاستقرار وتقدم لهم المرطبات والفاكهة وتشرف على تناولهم لها، والممتنعون عن تناول الطعام والشراب سيوجه اتهام لهم بممارسة الصوم غير الشرعي".
وقالت مؤسسة فريدم هاوس الأمريكية الداعمة للديمقراطية في تقرير أخير لها إنه "على مدى العام الماضي، كثفت السلطات من مجابهتها للإسلام، بينما تواصلت سياسات التمييز وتهميش استخدام لغة الويغور، ما فاقم من الاستياء بين أوساط مجتمع الويغور".
ويأتي رمضان بعد فترة قصيرة من الذكرى السنوية الرابعة لأعمال العنف بين الويغور وأعضاء من أكثرية هان الصينية في مدينة أورومتشي عاصمة الإقليم، والتي أسفرت عن مقتل نحو مائتي شخص وإصابة 1600 آخرين، وفقا لتقارير حكومية.