"معجزات الأنبياء".. قصة بقرة بني إسرائيل ورحلة موسى مع العبد الصالح
تقدم "فيتو"، يوميًّا، عبر موقعها الإلكتروني، ومنصاتها المختلفة، برنامج "معجزات الأنبياء"، والذي يعرض الخوارق التي أيد الله بها أنبياءه ورسله، لكي تصدقهم أقوامهم.
وفي حلقة اليوم من البرنامج، الذي يعده ويقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير حسام عيد، وإخراج عادل عيسى، وإشراف هند نجيب، معجزات سيدنا موسى، عليه السلام، نختتم معجزات سيدنا موسى.
قُتِل في بني إسرائيل رجلٌ غنيّ لم يكن له ولدٌ، على يدٍ قريبٍ له، ثمّ أتى القاتل إلى موسى يخبره بموت قريبه، ويسأله أن يساعده في معرفة القاتل؛ ليقتصَّ منه، فجمع نبي الله الناس وسألهم فلم يكن أيّ أحدٍ منهم يعلم شيئًا.
اذبحوا بقرة
وأوحى الله إليه أن يأمر القومَ بذَبح بقرةٍ؛ لمعرفة القاتل، فاستغرب القوم، وأكثروا السؤال عن أوصافها، فبيَّن الله، تعالى، لهم أنّها بقرةٌ لا كبيرةٌ، ولا صغيرةٌ، بل مُتوسِّطة السنّ، ذات لون أصفر صافٍ لم تُتَّخَذ للعمل في الأرض أو السقاية، وهي خاليةٌ من العيوب، وليس في جسمها لونٌ آخر، فوجدوها بعد طول عناء، ولو أنّهم أطاعوا الأمر بذَبح بقرة، لأجزأهم ذلك، إلّا أنّهم بتشديدهم على أنفسهم، شدَّد الله عليهم، ثمّ ذبحوها، وضربوا الميّت بعظمها بأمرٍ من الله، ففعلوا، فأخبرهم الميّت عن قاتله؛ وهو قريبه.
وخطب موسى في بني إسرائيل يومًا، فسأل أحدُ القوم عن عِلمه، وإن كان هناك مَن هو أعلم منه، فأجاب موسى، عليه السلام، بالنَّفْي، فعاتبه الله، تعالى.
العبد الصالح
وأمرَه أن يُسلِّم أمره إليه؛ فلا عِلم له إلّا بعِلم الله، وأخبره أنّ هناك مَن هو أعلمُ منه، فتوسّل موسى إلى ربّه أن يُعرِّفه به؛ ليتعلّمَ ويستزيد منه، فأخبره الله -تعالى- أنّه العبد الصالح الخَضر، وأعلمه بالمكان الذي سيجده عنده؛ وهو مَجمع البحرَين، ودلالة الوصول إليه فُقدان الحوت الذي يحمله معه بأمرٍ منه، سبحانه؛ وحوت موسى سمكة طبيعيّة، فذهب موسى، عليه السلام، وأخذ معه يوشع بن نون الذي كان يخدمه، ويأخذ عنه العِلم.
وسارا في طريقهما، فاستراحا عند صخرةٍ، وأثناء راحتهما فُقِد الحوت، ثمّ أكملا المَسير دون أن يتفقّد يُوشع أمرَ الحوت، وحين اعتراهما التعب والجوع، طلب موسى من يُوشع الطعام، فعلما حينها بفقدانهما الحوتَ، فرجعا إلى الصخرة، فوجدا الخضر، فسلّم عليه موسى، واستأذنه أن يمضيَ معه في طريقه؛ ليتعلّم منه.
فحذَّرَه الخضر من كثرة السؤال، وعدم الصبر، فكان ردّ موسى -عليه السلام- أنّه سيلتزمُ أمرَه، ويُطيعُه.
أخبر الخضر موسى ألّا يسأله عن أيّ فِعلٍ يفعله حتى يُحدّثه هو بذلك، فوافق موسى، ثمّ ركبا في السفينة التي سمح لهم أصحابها أن يركبوها دون أُجرةٍ، فأخذ الخضر يعيب السفينة؛ فثقبها، وأتلف جزءًا منها، فاستنكر موسى فِعلته.
قتل الغلام
فذكَّرَه الخضر بالشرط، فطلب منه موسى أن يسامحه، ثمّ مَرّوا بغلامٍ، فقتله الخضر، فتعجّب موسى، ولم يتمالك نفسه، وسأله عن سبب قتله نفسًا بريئةً، فذكّرَه الخضر بالشرط، فوعده موسى بعدم السؤال عن أمرٍ آخر، وإن سأله فهو في حِلٍّ من مُصاحبته.
فمرّوا بقريةٍ، وطلبوا طعامًا، فلم يُعطوهم؛ لشدّة بُخلهم، فوجدا فيها جدارًا على وشك الانهيار، فأصلحه الخضر، فأنكر عليه موسى.
فراق موسى والخضر
فكان ذلك آخر العهد بين موسى والعبد الصالح، وأخبره الخضر بلزوم المُفارَقة، وأخبره بأسباب أفعاله؛ فبدأ بالسفينة التي عابها؛ لِئلّا يأخذها الحاكم الظالم من أصحابها المساكين، وقد كان يأخذ السُّفن الصالحة من أصحابها، أمّا الغلام، فقد كان سيغدو سببًا في شقاء أهله، فأوحى الله إلى الخضر بقَتْله، وانّه سيُبدل والدَيه بولدٍ خَيّرٍ، أمّا الجدار، فكان تحته كنزٌ مدفونٌ لغلامَين يتيمَين حفظه لهما والدهما الصالح، فأصلحه حتى يكبرا، ويستخرجا كنزهما، فلا يأخذه أهل القرية.