"مقامات ومزارات".. المواردي ساكن حي السيدة.. مفسر القرآن وكبير الشافعية
تقدم "فيتو"، يوميًّا، عبر موقعها الإلكتروني، ومنصاتها المختلفة، برنامج "مقامات ومزارات"، والذي يعرض لمحات مضيئة من حياة آل البيت والصحابة، والأولياء، والعلماء، الذين احتضنتهم أرض مصر.
تتناول حلقة اليوم من البرنامج، الذي يعده ويقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير سيد حسن، جوانب من حياة العالم والفقيه، وإمام الحديث محمد المواردي، مفسر القرآن الكريم، وكبير الشافعية في عصره.
بيع ماء الورد
ولد بالبصرة سنة 364هـ / 974م من أسرة لم يثبت لدينا اشتغال أصولها بالعلم أو النبوغ فيه، وإنما اشتغلت بصناعة وبيع ماء الورد، واشتهرت به وأثرت منه.
تفقه الماوردي بمدينة البصرة على يد عالمها أبي القاسم الصيمري، ثم ارتحل بعد وفاة شيخه إلى بغداد، مركز العلم والمعرفة في عصره، ودرس على إمامها الكبير أبي حامد الأسفراييني.
فاق أستاذه
وسمع الحديث من شيوخ عصره، كما درس الماوردي اللغة والأدب على الإمام أبي محمد البافي، وكان من أعلم أهل زمانه بالنحو والأدب، فصيح اللسان، بليغ الكلام، حسن المحاضرة، يقول الشعر الحسن من غير كلفة، ويكتب الرسائل المطولة بلا روية، وقد تأثر به الماوردي، واستفاد منه كثيرًا، ويمكن لنا أن نقول: "إنه تفوق عليه، وكان أثره وإثراؤه للأدب العربي واضحًا وكبيرًا بما تركه من كتب في الأخلاق والتربية والمواعظ، وصفته كأديب غير منكورة من أحد، بل من لم ينصفه في الفقه من أنصار المذهب يعلل شهرته بما كان يتمتع به من لسان".
كبير الشافعية
وكان الماوردي فقيهًا شافعيًّا مجتهدًا، ينهج نهجًا علميًا في أبحاثه إذ يعرض لوجهات النظر المتعارضة والمختلفة في المسألة الواحدة، ويرجح بينها، وينتهي لرأي يرى فيه وجه الحق والصواب، حتى انتهت إليه زعامة الشافعية في عصره.
وانفرد في تفسيره للقرآن الكريم ببعض الاتجاهات التي تدل على أصالته وعمق تفكيره، خاصة في الآيات المتعلقة بمبادئ الحكم والسياسة. وتتميز كتاباته بأسلوب واضح بليغ ينتقي ألفاظه ومعانيه، ويؤلف بينها كأنها شعر منثور. وكان أخلاقيًا في سيرته ومعاملاته بين الناس، عاش ستًا وثمانين سنة.
وكان الماوردي محل تقدير غالبية العلماء.