مقامات ومزارات.. "ابن سيد الناس" بدأ حضور مجالس العلم وعمره سنة | فيديو
تقدم "فيتو"، يوميًّا، عبر موقعها الإلكتروني، ومنصاتها المختلفة، برنامج "مقامات ومزارات"، والذي يعرض لمحات مضيئة من حياة آل البيت والصحابة، والأولياء، والعلماء، الذين احتضنتهم أرض مصر.
وتتناول حلقة اليوم من البرنامج، الذي يعده ويقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير سيد حسن، جوانب من حياة الإمام والعالم محمد بن سيد الناس، صاحب "السيرة النبوية".
وهو أندلسى الأصل من أشبيلية، ولد فى مصر سنة 671 هـ، وكان حافظا بارعًا، وأديبًا بليغًا، كريمَ الأخلاق، زائدَ الحياء، حسنَ الشكل، وهو من بيت رياسةٍ وعلمٍ، سمع، وقرأ، وارتحل، وكتب، وحدّث، وأجاز.
علم الحديث
أخذ علم الحديث عن والده وابنِ دقيق العيد. وولي دارَ الحديث بجامع الصالح، وخطب بجامع الخندق، وارتحل إلى دمشق سنة 690 هـ.
وكان يحمل، كأعلام أهل عصره، لقبًا عُرِف به هو "فتح الدين".
وولي والده مشيخة الكاملية بعد ابن دقيق العيد.. وُلِد في بيت علم وفضل ودين، يحرص على أن ينشأ أبناؤه علمية وفق ما تعارفت عليه البيئات العلمية آنذاك، التي كانت تولي التلقي والمشافهة والإسناد الشأن الأكبر في التعليم والتعلم.
حضور مجالس العلم
أخذه والده في سنته الأولى من عمره، إلى مجلس شيخه، فكان ذلك أول عهده بالإحضار والإجازة برواية الحديث، ثم أحضره حين بلغ الرابعة من عمره سنة 675هـ، عدة المجالس.
واستمرت عناية الوالد بولده، وإحضاره إلى مجالس العلم والحديث، حيث كان يؤخذ إليها وهو في الخامسة، ويتولى بنفسه القراءةَ ليُسمعه.
كما سمع بعد ذلك بقراءة والده أيضًا صحيح البخاري.
ولما بلغ سن الرابعة عشرة من عمره، بدأ بالتلقي المباشر عن المشايخ.
مناصب علمية رفيعة
وتكاملت له كل عناصر التنشئة العلمية التي فتحت الطريق أمامه واسعًا بعد ذلك لطلب العلم داخل مصر وخارجها، حتى غدا علمًا ومحدثًا حافظًا، قادرًا على الإجازة والإقراء والتدريس والتصنيف، وتولي المناصب العلمية الرفيعة.
وناهزت مؤلفات ابن سيد الناس، عشرة كتب، لم تخرج عن نطاق الحديث والسيرة والتراجم والأدب.
وبعد حياة حافلة بالتعلم والتعليم، والخطابة والتدريس، والكتابة والتأليف؛ توفي ابن سيد الناس، ودفن في جنازة حاشدة، شيعها القضاة والأمراء والجند والفقهاء.