"مقامات ومزارات".. أمير المؤمنين في الحديث استمر في تأليف "فتح الباري" ربع قرن
تقدم "فيتو"، كل يوم، برنامج "مقامات ومزارات"، عبر موقعها الإلكتروني، ومنصاتها المختلفة، حيث يتناول في كل حلقة، أحد مقامات آل البيت، والصحابة، والأولياء، والعلماء، في القاهرة.
وتستعرض حلقة اليوم من البرنامج، الذي يعده ويقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير سيد حسن، جوانب من حياة الإمام الحافظ شهاب الدين أحمد العسقلاني المصري، أمير المؤمنين في الحديث، وشيخ الإسلام، وهو من القاهرة، ويتَّبع المذهب الشافعي، وكان يُكَنَّى الإمام بابن حجر، نسبةً إلى أحد أجداده.
وكان لوالده ولد نجيب فقيه لكنَّهُ توفّي وحزن عليه والده؛ فبشّره شيخ بأنَّه سيولد له ولد عالم يملأ أرجاء الأرض علمًا، ويكون من أولياء الله الصالحين، فرزقه الله بابن حجر.
يتيم تحت وصاية تاجر
عاش يتيم الأبوين، وأصبح وصيًّا عليه أحد كبار التجّار في مصر.
تزوّج الحافظ ابن حجر من أربع زوجات أنجب منهنّ خمسة أبناء.
التحق ابن حجر بالكُتّاب وهو في عمر 5 سنوات، وكان يتميّز بالذكاء والفطنة وقوّة الحفظ؛ فقد حفظ سورة مريم في يوم واحد، وقد كان يحفظ في كلّ يوم حزبًا من القرآن الكريم، وقد حفظ كثير من المتون في العديد من الفنون في صغره، وحبَّب الله – تعالى - إليه علم الحديث النبويّ الشريف روايةً ودراية.
كتاب "فتح الباري"
ويُعَّد كتاب "فتح الباري" أفضل وأوفر وأجلّ كتاب تم فيه شرح كتاب صحيح البخاري، وهو أكثر كتب ابن حجر فائدةً ونفعًا، وقد استمر ابن حجر في تأليفه حوالي خمسة وعشرين سنة وظلّ يُضيف له معلومات حتى وفاته.
اعتزل الإمام ابن حجر عن منصب قاضي القضاة ولزم بيته، وتفرّغ للتصنيف والتأليف ومجلس الإملاء، إلى أن مرض واشتد عليه المرض في نفس السنة.
واستمر في الخروج إلى الإملاء والإقراء والصلاة، إلى أن غلبه المرض والتعب فتخلّف عن صلاة عيد الأضحى مع أنَّه لم يكن يترك جمعة ولا جماعة.
واشتدّ عليه المرض مرّةً أخرى حتى عجز عن الوضوء، وأصبح يصلّي جالسًا، وترك قيام الليل، وأصابه الصرع.
"سورة يس"
وفاضت روحه إلى بارئها وحوله أسباطه وأصحابه يقرأون عليه سورة يس فما وصلوا إلى قوله، تعالى: "سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ"، حتّى فاضت روحه.
وعمَّ الحزن على موته، وأغلقت الأسواق محلّاتها، وشُيِّعت جثمانه في جنازة عظيمة لم يكن أحفل منها إلّا جنازة ابن تيمية، وحمل نعشه السلطان والعلماء والرؤساء، والأعيان والأمراء، وخرج في جنازته أكثر من خمسين ألف شخص.
ولقيَ خبر وفاته الفجع والحزن في جميع الأقطار الإسلاميّة فصلوا عليه صلاة الغائب في مكّة المكرمة، وبيت المقدس، والخليل، ودمشق، وحلب وغيرها.