رئيس التحرير
عصام كامل

أبو جعفر الصادق.. صاحب مدرسة فقهية وإمام وعالم كيميائي وفيلسوف

الصادق
الصادق

في مثل هذا اليوم من عام 702 الموافق 80 هـ، ولد الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق الشهير بـ«جعفر الصادق» في المدينة المنورة، وهو إمام من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب، وسمي باسم "جعفر" تيمنًا بجده جعفر الطيار، الذي كان من أوائل شهداء الإسلام وكُني جعفر الصادق بعدة كِنى منها: أبو عبد الله وهي أشهرها، وأبو إسماعيل، وأبو موسى، ولقب بالصادق، والفاضل، والطاهر، والقائم، والكامل، والمنجي.

مكانته لدى المسلمين 

يستحوذ الصادق على مكانة جليلة لدى جميع المسلمين، ويعتبر الإمام السادس لدى الشيعة الإثنا عشرية والإسماعيلية، وينسب إليه انتشار مدرستهم الفقهية والكلامية، ولذلك تُسمّى الشيعة الإمامية بالجعفرية أيضًا.

لكن على جانب آخر يرى أهل السنة والجماعة أن علم الإمام جعفر ومدرسته أساسٌ لكل طوائف المسلمين دون القول بإمامته بنصٍ من الله، وروى عنه كثير من كتَّاب الحديث السنة والشيعة على حدٍ سواء، إذ استطاع أن يؤسس في عصره مدرسة فقهية، وتتلمذ على يده العديد من العلماء. 

لُقِبَ جعفر بالصادق لأنه لم يُعرف عنه الكذب، ويُعتبر واحدًا من أكثر الشخصيات تبجيلًا عند أتباع الطريقة النقشبندية، وهي إحدى الطرق الصوفيَّة السنيَّة، كما يروج عنه أنه من أوائل الرواد في علم الكيمياء حيث تتلمذ على يديه أبو الكيمياء جابر بن حيان، وكان أيضا من علماء الفلك في عصره، ومتكلمًا، وأديبًا، وفيلسوفًا، وطبيبًا، وفيزيائيًا.

عن عائلته 

الصادق إبن  الإمام محمد الباقر خامس الأئمة عند الشيعة، وتذكر مراجع أهل السنة والجماعة أن جعفر الصادق كان يُدافع عن الخلفاء الراشدين السابقين لعلي بن أبي طالب، ويمقت الذين يتعرضون لأبي بكر ظاهرًا وباطنًا ويغضب منهم، ومن الأحاديث التي نقلها عنه أهل السنَّة في هذا المجال حديثُ عن زهير بن معاوية؛ قال فيه: «قال أبي لجعفر بن محمد: إن لي جارًا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر، فقال جعفرٌ: برئ الله من جارك، والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكايةً، فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم».

 

آلت الإمامة - بالمعنى الشيعي- إلى جعفر الصادق عندما بلغ عمره الرابع والثلاثين بعد أن توفي والده، وتزوج من نساءٍ عديدات، منهنّ: فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان أبوها ابن عم زين العابدين، ومنهن حميدة البربريَّة والدة الإمام موسى الكاظم، وكان له عشرة أولاد، وقيل أحد عشر ولدًا؛ سبعة من الذكور وأربع إناث، وتوفى في ديسمبر عام  756 الموافق 148 هـ، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة 

الجريدة الرسمية