البريد المصري.. السيستم واقع
لأول وهلة فور مشاهدتى لإعلان البريد المصري، وجدت أن هذا الإعلان تعدي على حق كل مواطن مصري، وانتابني ضيق شديد، ثم انتظرت أتابع ردود الأفعال حول الإعلان، ووجدت انتقادات كثيرة على السوشيال ميديا، ثم في يوم آخر تابعت الإعلان مرة أخرى بتركيز شديد هل هو إعلان للهضبة أم إعلان للبريد.. أي إعلان هذا وأي مسئول سمح بهذا.. أين البريد المصري وخدماته؟!
عزيز القارئ أقول لك عشرات المرات ذهبت فيها إلى البريد المصري لقضاء بعض المصالح فلا أسمع سوى كلمة السيستم واقع، أغلب مكاتب البريد هي عبارة عن حجرتين صغيرتين أمتار معدودة يزدحم فيها الأهالي وأصحاب المعاشات من كبار السن مع مطلع كل شهر، أي بريد هذا الذي يصرف الملايين على إعلان للهضبة عمرو دياب يتحدث فيه عن مشواره وليس عن البريد نفسه، بينما يعانى عملاء البريد المصرى من الإهمال، أين نواب الشعب، ولماذا لم يتقدم أحد بطلب إحاطة يسأل فيه رئيس البريد عن إهدار المال العام في إعلان لا جدوى منه؟!
الإعلان الذي يحمل إسم السر يظهر فيه عمرو دياب يستعرض لياقته ورشاقته وحلمه ثم ينهيه بنظرة للوراء مع كلمات أغنية تتحدث عن التحدي والمشوار، كلمات تتحدث عن الأسطورة فهل البريد المصري وخدماته أصبحت حلم وشيء أسطوري يفاجئنا بها رئيس البريد المصري في إعلان يتكلف كل هذه الملايين؟!
هيئة البريد المصري تدفع أموالا طائلة من خزينة الدولة لتقدم إعلانًا يحكي مشوار عمرو دياب بدلا من الإعلان عن البريد نفسه مما يزيد الأمر عجبًا أن الإعلان لم يكشف أية خدمة تخص البريد نفسه كالمعتاد في إعلانات أي هيئة خدمية.
ما السر في الإعلان، هل هناك هيئة تنافس خدمات البريد المصري؟ ولماذا لم تصرف الهيئة على تحسين أوضاع خدماتها وتحسين موقعها الإلكتروني المعطل دائما ولماذا لا تصرف هذه الأموال في تحسين الخدمات من توسيع مكاتب البريد ووضع استراحات خارج المكتب إن كان ضيقًا او وضع كراسي ومظلات خارج المكاتب ينتظر فيها كبار السن.. نداء إلى وزير الاتصالات للتحقق لمنع إهدار المال العام في ظل الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد!