تنافس بين الشرق والغرب للتحالف معها.. إلى أين تتجه البوصلة الهندية وأهميتها في الحرب الأوكرانية؟
منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 24 من شهر فبراير الماضي، تبنى الغرب بما فيها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، سلسلة من العقوبات القاسية على روسيا، من بينه الاقتصادية، والسياسية في محاولة لعزل موسكو عن العالم بأثره.
الدول الأسيوية
ولكن على الجانب الأخر هناك بعض الدول الأسيوية وعلى رأسها الصين والهند، رفضت الانضمام إلى الغرب في العقوبات المفروضة على موسكو، بل أن نيودلهي رفضت إدانة روسيا في مجلس الأمن، والأكثر من ذلك أنها رفضت الانصياع إلى العقوبات التي فرضها الغرب، فأقدمت على شراء صفقة من النفط الروسي، ولم يمر على الحرب سوى أيام قليلة.
واستخدمت الدول الغربية سياسة العصا والجزرة مع الهند، فمن جهة واشنطن تهدد بالعقوبات، ومن الجهة الأخرى تشيد بريطانيا بعلاقتها مع نيودلهي وتطالب بتطويرها.
فمن المقرر أن يذهب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، خلال الأسبوع المقبل في زيارة إلى الهند، في محاولة لكسب موقفها ودعمها ضد روسيا.
بوريس جونسون
وقال بوريس جونسون في بيان “بما أن سلامنا وازدهارنا مهددين من جانب دول استبدادية، من الضروري أن تتآزر الديموقراطيات والأصدقاء”، وذلك في إشارة إلى الهند.
وأضاف "الهند قوة اقتصادية كبرى وأكبر ديموقراطية في العالم وشريك استراتيجي بمنتهى الأهمية للمملكة المتحدة في هذه الأوقات المضطربة".
العلاقات الهندية الروسية
وأوضح جونسون أن زيارته تركز على "ما هو مهم حقا" لشعبي البلدين مثل "إيجاد فرص عمل، والنمو الاقتصادي، (وصولا) إلى أمن الطاقة والدفاع".
وعلى الجانب الأخر تخطط الهند لزيادة صادراتها لروسيا بملياري دولار، وبحسب مصادر مطلعة فإن البلدين يعملان على وضع نظام دفع بالعملات المحلية لمواصلة التجارة الثنائية رغم العقوبات الدولية الواسعة المفروضة على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا.
المنتجات الهندية
وأوضحت المصادر لوكالة "بلومبرج" للأنباء إن من أجل تحقيق ذلك، تجري إدارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي محادثات لفتح الأسواق أمام العديد من المنتجات الهندية.
كما تعمل الحكومتان باتجاه وضع مقترح لتسوية التبادلات التجارية بالروبية والروبل، والبحث عن سبل لتحقيق توازن في التبادل التجاري، بالنظر إلى أن الهند مستورد صاف للسلع الروسية.
وقالت المصادر إن الهند تتطلع إلى تصدير المنتجات التي كانت توفرها الدول التي أوقفت التصدير لروسيا بعد فرض العقوبات.