احتفالات الكنيسة القبطية بـ أحد الشعانين بين الماضي والحاضر
لا تختلف الاحتفالات الكنسية الحالية بمناسبة أسبوع الآلام وعيد القيامة عما كانت عليه عبر كل العصور حيث يتم الاحتفال به في جميع الكنائس بأرجاء البلاد، وهو يعرف بـ أسبوع الالام لأنه مرتبط بذكرى الام السيد المسيح عليه السلام، كما يعرف كذلك باسم الأسبوع المقدس.
وفى القرنين الأول والثانى الميلادى كانت الكنيسة تحتفل بهذا الأسبوع منفصلا عن الصوم الكبير، وفى عهد الانبا ديمتريوس الثانى عشر ـ 191.. 232 ـ الحق هذا الأسبوع بنهاية الصوم الكبير، وكان هذا الأسبوع في الماضى مخصصل للعبادة ويجتمعون فقط في الكنائس للعبادة والصلاة والتأمل.
الالحان الحزينة
وكانت الكنائس ومازالت تأخذ مسحة من الحزن ومن مظاهره ان تلف اعمدتها وايقوناتها وأثاثها بالسواد وخاصة المنجلية التي يوضع عليها الانجيل، وهى عبارة عن تختة خشبية صغيرة تستخدم لحفظ الكتب المقدسة، كما تذاع الالحان الكنسية الحزينة.
الاعياد السيدية
ويحتفل الاخوة المسيحيين اليوم بعيد من اعيادهم السيدية الكبرى هو عيد أحد السعف أو يوم أحد الشعانين الذى يوافق هذا العام السابع عشر من ابريل، وهو يوم ذكرى دخول السيد المسيح منتصرا الى القدس حيث فرشت الجماهير أمامه سعف النخيل وأغصان الزيتون ( كما وصفت أناجيل متى ومرقص ولوقا ).
ومن هنا جعلت الكنيسة من ذكرى دخول المسيح الى القدس أحد الأعياد الكبرى المرتبطة بحياة السيد المسيح ولهذا سميت بالاعياد السيدية.
وقد سمى أحد السعف الذى يعتبر بداية أسبوع الالام عند المسيحيين بعدة أسماء أخرى منها "أحد المستحقين "نسبة الى الذين طلبوا المعمودية ووجدوا مستحقين لها، كما سمى "أحد غسل الرأس" نسبة الى التطهير والاستعداد للمعمودية، وكذلك "أحد الاغصان "، أما أحد الشعانين فهو الاسم الذى يطلقه فهو تسمية مصرية خالصة لأحد السعف عند المصريين الأقباط.
مباركة سعف النخيل
وقد وصف الفريد بتلر العالم الانجليزى الذى زار مصر عام 1882 ما شاهده من احتفالات كنسية بأحد الشعانين حيث ذكر انه في هذا الاحتفال يقوم الاسقف بمباركة سعف النخيل وهو ما يعرف بتكريس السعف، ثم يتشكل موكب من الاكليروس الذين يحملون الصلبان والشموع وسعف النخيل وهو ينشدون الالحان، ويتوقفون أمام كل عمود وأمام الايقونات الرئيسية ورفات القديسين بالكنيسة، وبعد طوافهم حول الكنيسة يعودون الى الهيكل حيث يبدأ القداس.
ويبدأ القداس بقراءة فصول الجناز للراقدين مقدما عن أنفس الذين يتوفون خلال أسبوع الالام، حيث ان كافة مراسم الدفن ممنوعة خلال أسبوع الالام كما ذكر بتلر في مذكراته.