مقامات ومزارات.. تفاصيل الصدام بين هارون الرشيد والإمام الشافعي
تقدم "فيتو"، عبر الموقع الإلكتروني، ومنصاتها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، برنامج "مقامات ومزارات"، وذلك يوميًّا، طوال شهر رمضان الكريم، في الواحدة ظهرًا.
وتستعرض حلقة اليوم من البرنامج، الذي يقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير سيد حسن، لمحات من حياة محمد بن إدريس الشافعيّ، ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهبِ الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضًا إمام في علم التفسير، وعلم الحديث، وقد عمل قاضيًا فعُرف بالعدل والذكاء.
كما كان الشافعي فصيحًا شاعرًا، وراميًا ماهرًا، ورحّالًا مسافرًا.
وكان، رحمه الله، يحفظ الحديث بمجرد السمع.
التقاء نسبه مع الرسول
ويلتقي نسبه مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في عبد مناف.
وأكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل إنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بقوله: "عالم قريش يملأ طباق الأرض علمًا".
ولد الشافعي بغزة عام 150 هـ، وبعد وفاة أبيه، انتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم، وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له بالفتيا، وهو فتىً دون عشرين سنة.
هجرته للمدينة المنورة
هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلبًا للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي).
ورغم عدالته فقد وشى البعض به إلى الخليفة هارون الرشيد، فتم استدعاؤه إلى دار الخلافة سنة (184 هجرية)، وهناك دافع عن موقفه بحجة دامغة، وظهر للخليفة براءة الشافعي مما نُسب إليه وأطلق سراحه.
وقدم مصر سنة (199 هجرية) تسبقه شهرته، وكان في صحبته تلاميذه؛ الربيع بن سليمان المرادي، وعبدالله بن الزبير الحميدي، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم، وكان من أصحاب مالك.
ثم بدأ بإلقاء دروسه في جامع عمرو بن العاص، فمال اليه الناس، وجذبت فصاحته وعلمه كثيرا من أتباع الإمامين أبي حنيفة ومالك.
إعادة تصنيف "الرسالة"
وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب "الرسالة" الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد.
وبقي في مصر خمس سنوات قضاها في التأليف والتدريس والمناظرة والرد على الخصوم.
مذهب جديد
وفي مصر وضع الشافعي مذهبه الجديد، وهو الأحكام والفتاوى التي استنبطها بمصر، وخالف في بعضها فقهه الذي وضعه في العراق، وصنف في مصر كتبه الخالدة التي رواها عنه تلاميذه.
وكان الشافعي فصيح اللسان بليغا حجة في لغة العرب، عاش فترة من صباه في بني هذيل، فكان لذلك أثر واضحٌ على فصاحته وتضلعه في اللغة والأدب والنحو، إضافة إلى دراسته المتواصلة، واطلاعه الواسع حتى أصبح يرجع اليه في اللغة والنحو.