ما أشبه الليلة بالبارحة.. هكذا انتهى الصراع بين الفلسطينيين والمستوطنين على الأقصى في 2009
ما أشبه الليلة بالبارحة، في الوقت الذي تدور اشتباكات داخل المسجد الأقصى بين المعتدين الصهاينة والمصلين الفلسطينيين، تحل اليوم ذكرى اقتحام مستوطنين ومتطرفين إسرائيليين الأقصى عام 2009 بعد أن استغلوا تصدي الفلسطينيين لمستوطن مسلح حاول اقتحام المسجد من أسطح المنازل المجاورة وحاولوا توسيع نطاق المواجهات، لكن صمد الفلسطينيون في موقف بطولي.
المستوطنون والأقصى
واقتحم المستوطنون المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، وتجولوا في ساحاته مرددين شعارات تلمودية معادية بصوت عال؛ الأمر الذي دفع المصلين المسلمين إلى الدخول في مواجهات معهم وتدخلت الشرطة الإسرائيلية واعتقلت عددًا من الفلسطينيين.
بعد ذلك قررت مجموعة مكونة من ثلاثين يهوديًّا متطرفًا بلباس تنكري، اقتحام باحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، وأقاموا شعائر تلمودية داخله وقرب باب الرحمة وعند اعتراضهم تدخلت قوات إسرائيلية وقررت اقتحام المسجد الأقصى بدعوى اعتقال أحد المصلين لاعتراضه المستوطنين.
زاد المستوطنين من استفزازتهم وحاول نحو 30 منهم اقتحام باب الناظر بالمسجد الأقصى، وهم يحملون العلم الإسرائيلي، ويرتدون قمصانًا عليها صور لمجسم الهيكل والشمعدان، ويرددون الأغاني والشعارات الاستفزازية، منها: "الأقصى لنا"، وأغاني أخرى.
تصدى لهم الفلسطينيون، وتدخلت الشرطة الإسرائيلية من جديد لتغلق منطقة المتحف الإسلامي ومنطقة مسجد النساء والساحة الواقعة بينهما، إضافة إلى إغلاق منطقة مسطح المصلى المرواني والباب الرئيسي للمصلى، ومنطقة الأبواب العملاقة للمصلى، حتى منطقة باب الرحمة والساحات المقابلة.
دارت مواجهات جديدة أسفرت عن تكسير قوات الشرطة الإسرائيلية لباب الناظر في الجهة الشمالية الغربية للمسجد، وركّبت قفلًا جديدًا احتفظت بمفاتيحه؛ وكان ردّ الأوقاف الإسلامية هذه المرّة استثنائيًّا وفوريًّا؛ حيث بادرت إلى كسر القفل الذي ركَّبته الشرطة بدعمٍ من المصلين الذين تجمهروا في المكان، وركًّبت قفلًا جديدًا احتفظت بمفاتيحه في ملحمة لازالت تكرر نفسها كل يوم.
المسجد الأقصى
أحد أكبر مساجد العالم وأحد المساجد الثلاثة التي يشد المسلمون الرحال إليها، كما قال الرسول محمد؛ وهو أيضًا أول القبلتين في الإسلام.
يقع داخل البلدة القديمة بالقدس في فلسطين، تبلغ مساحته قرابة 144،000 متر مربع، ويشمل قبة الصخرة والمسجد القِبْلي والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم.
يقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى "هضبة موريا"، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه، وذُكر المسجد الأقصى في القرآن، ويُقدّس اليهود أيضًا المكان نفسه، ويطلقون على ساحات المسجد اسمَ "جبل الهيكل" نسبة إلى هيكل النبي سليمان، وتُحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل حسب مُعتقدها.