فقراء جدد!
منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية الشهيرة توقعت زيادة أعداد الفقراء فقرا مدقعا في العالم بسبب جائحة كورونا وارتفاع أسعار الغذاء بعد حرب أوكرانيا بأكثر من ربع مليار نسمة.. وهذا رقم كبير وضخم لأنه يساوي كل سكان بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وألمانيا معا..
وهو رقم مخيف ومفزع لأن هؤلاء سيعجزون عن توفير احتياجاتهم الضرورية من الغذاء، ناهيك عن بقية احتياجاتهم الأخرى الاساسية من الكساء والمسكن والصحة والتعليم وغيرها.. وهو أيضا رقم مثير للإحباط لانه يجسم الانتكاسة التي أصيبت بها جهود العالم في مجابهة ظاهرة الفقر المدقع، حيث تستمر أعداد الفقراء فقرا مدقعا في الزيادة منذ عام ٢٠٢٠ بعد تراجع على مدى عقدين من الزمان قبلها!
لقد كانت توقعات البنك الدولي تقدر الزيادة في أعداد الفقراء فقرا مدقعا، أي الذين يعيشون على أقل من ١.٩ دولار فى اليوم بسبب جائحة كورونا، بنحو نصف هذا العدد، وها هى الحرب في أوكرانيا تزيد جراح الاقتصاد العالمي، وبالتالي تضاعف من أعداد الفقراء فقرا مدقعا.. وهؤلاء الفقراء الجدد سوف تستأثر بهم منطقة جنوب آسيا والقارة الافريقية.. وسوف يضاف لهم أعداد أخرى من الفقراء فقرا غير مدقع، أي الذين يتوفر لهم الحد الأدنى من الغذاء ولا تتوفر لهم احتياجاتهم الأساسية الأخرى، خاصة التعليم والرعاية الصحية والمسكن الآمن..
فإن ضغوط أزمة الاقتصاد العالمى التى احتدمت مؤخرا سيكون تأثيرها أكبر وأشد قسوة على الدول صاحبة الاقتصاديات الضعيفة.. وهنا لابد من وقفة عالمية جادة لمواجهة هذه الانتكاسة التي أصابت جهود العالم في مجابهة ظاهرة الفقر، لأن انضمام تلك الأعداد الكبيرة الضخمة إلى مصيدة الفقر سوف يصاحبه اضطرابات وعدم استقرار في العالم كله سوف تعاني منه الدول الغنية والقادرة اقتصاديا.. ولذلك عليها أن تحمي نفسها على الاقل بإسقاط ديونها على الدول الفقيرة حتى لا تشهر أفلاسها مثل سيرلانكا مؤخرا، ولا تزيد أعداد الفقراء فيها بمعدلات كبيرة.