صعبت مهمتها في كييف.. لماذا يعد تخريب موسكفا ضربة خطيرة لهيبة الجيش الروسي
في سياق الحرب على أوكرانيا، نقلت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية عن محللين عسكريين قولهم إن ”خسارة روسيا السفينة الحربية الرئيسية لأسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية ستصعب على موسكو مهمة السيطرة الكاملة على الساحل الجنوبي لأوكرانيا والانتقال في نهاية المطاف إلى مدينة أوديسا الساحلية، لكنهم أكدوا أنه من غير المرجح أن تعرقل حملة موسكو الحربية بالكامل.
ووفقًا للصحيفة، أجرى ”معهد دراسة الحرب“ الأمريكي تحليلا بشأن الطراد المنكوب، وأظهر أن الدور الرئيسي للسفينة، المعروفة باسم ”موسكفا“، هو شن ضربات دقيقة بصواريخ كروز على المراكز اللوجستية والمطارات الأوكرانية.
وكان الحريق الذي شب على ظهر السفينة الخميس الماضي، دفع الروس لسحب عدة سفن حربية أخرى من الساحل الأوكراني.
وبحسب المعهد، فإن ”خسارة موسكفا ستقلل من قدرة روسيا على شن ضربات بصواريخ كروز، لكن من غير المرجح أن توجه ضربة حاسمة للعمليات الروسية ككل“.
من جانبها، رأت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية أن خسارة ”موسكفا“ تُعد ضربة خطيرة لهيبة الجيش الروسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”غرق السفينة سيصدم الجمهور الروسي“، معتبرة أن ”الحادث هو أحدث مؤشر على أن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي قريبًا، الأمر الذي دفع المحللين إلى توقع هجوم أكثر شراسة ردًا على الواقعة“.
وقالت الصحيفة في تحليل لها إنه ”في الوقت الذي تكافح فيه وسائل الإعلام والمسؤولون الروس لشرح غرق السفينة الرئيسية في البحر الأسود، كان من الواضح أن فقدان الطراد وعدد لا يحصى من طاقمها المقدر بـ 510 كان بمثابة ضربة لخطط الرئيس فلاديمير بوتين، الحربية ومكانته العسكرية“.
وبحسب التحليل، حاولت الحكومة الروسية منذ البداية التقليل من شأن ما حدث، وقالت إن ”وزارة الدفاع زعمت أن حادثًا تسبب في نشوب حريق على متن السفينة“.
”ثم قالت إنه تم احتواء الضرر وإن السفينة يجري سحبها إلى ميناء في سيفاستوبول، قبل أن تعلن أخيرا، أن السفينة غرقت في بحار عاصفة“، وفق المصدر ذاته.
وأشارت إلى أن ”حجم الخسارة لم يتضح بعد، حيث تدعي أوكرانيا أنها ضربت ”موسكفا“ بصاروخ من طراز ”نبتون“ المضاد للسفن“.
ولم تنشر أي صور ”لموسكفا“ أو طاقمها في وسائل الإعلام الروسية منذ تضرر السفينة، في غضون ذلك، كتب المحلل السياسي الروسي، ألكسندر باونوف، أن غرق السفينة يتناقض مع صورة الجيش الذي تم تحديثه بنجاح وروج له المسؤولون الروس ووسائل الإعلام المملوكة للدولة، ومع الثقة بالنفس التي انطلقت بها روسيا في هذه الحرب“.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: ”قد لا يحدث فقدان الطراد فرقًا حاسمًا في خطط الحرب الروسية، حيث سيستمر الأسطول الروسي في محاصرة الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود، على الرغم من أنه يبدو أن الأسطول قد تحرك بعيدًا عن الساحل لمنع هجوم آخر“.