رئيس التحرير
عصام كامل

العالم يحبس أنفاسه بسبب التصعيد الروسي.. محاولة لحماية أوكرانيا من الهجمات.. والصدام بين موسكو والناتو وشيك

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

يقترب العالم من كارثة انفجار حرب عالمية بعد تصاعد التوتر بين روسيا والدول الغربية بالتزامن مع دخول الحرب بين موسكو وكييف في يومها الـ50.

حرب عالمية ثالثة

وبينما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مد أوكرانيا  بمنظومة أسلحة متطورة ضمن حزمة مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 800 مليون دولار تشمل أنظمة متقدمة من المدفعية وطائرات الهليكوبتر وطلقات مدفعية وناقلات جند مدرعة وزوارق دفاع غير مأهولة لوقف الهجوم روسي أوسع نطاقا على أوكرانيا، أكدت موسكو أن شحنات الأسلحة الغربية هدفا للقوات الروسية في تصعيد خطير للأزمة من الممكن ان تؤدي إلى اندلاع صراع مباشر بين موسكو ودول الناتو بقيادة الولايات المتحدة.

العالم حاليا يحبس أنفاسه من جديد جراء تصاعد حدة التوتر والذي بدء منذ اجتمع وزراء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل الأسبوع الماضي لمناقشة إلى أي مدى ينبغي أن يذهبوا في توفير المعدات العسكرية لأوكرانيا، وكان التحدي الذي واجه الناتو طوال هذه الحرب بحسب «بي بي سي» هو كيفية منح حليفته أوكرانيا الدعم العسكري الكافي للدفاع عن نفسها من دون الانجرار إلى الصراع وإيجاد نفسه في حالة حرب مع روسيا.

الحكومة الأوكرانية

بينما كانت الحكومة الأوكرانية صريحة في دعواتها لطلب المساعدة من الغرب مؤكدة أنه إذا كان لديها أي فرصة لصد الهجوم الروسي القادم، فهي بحاجة ماسة إلى عودة إمداد الغرب لها بصواريخ جافلين Javelin،ومضادات نلاو NLAW، وصواريخ ستينجر Stinger وستارستريك Starstreak ومضادة الدبابات والطائرات التي استخدمتها قواتها بالفعل لهذا الغرض في هذه الحرب.

وأكدت أوكرانيا إنها تريد دبابات وطائرات حربية وطائرات بدون طيار وأنظمة دفاع جوي صاروخي متطورة لمواجهة استخدام روسيا المتزايد للضربات الجوية والصواريخ بعيدة المدى التي تستنفد بشكل مطرد مخزون أوكرانيا الاستراتيجي من الوقود والضروريات الأخرى وهذا ما استجاب له الرئيس الامريكي جو بايدن في صفقته الاخيرة.

الجواب هو التصعيد

لم يخفي أعضاء الناتو عن خشيتهم من توفير معدات هجومية ثقيلة مثل الدبابات والطائرات المقاتلة، إذ يمكن أن تؤدي إلى صراع مفتوح مباشر مع روسيا؛ لكن هذا لم يمنع جمهورية التشيك من إرسال دبابات تي 72 (T72).

و مع استمرار الحرب ودخولها يومها الـ50، تقوى عزيمة الناتو وتتلاشى موانعه، وهذا ماظهر بعدما أرسلت جمهورية التشيك بالفعل دبابات من طراز تي 72 التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، لكنها كانت أول دولة في الناتو تفعل ذلك. 

كما ترسل سلوفاكيا أنظمة صواريخ الدفاع الجوي إس 300 (S300)، وقد كانت هاتان الخطوتان ستبدوان محفوفتان بالمخاطر بشكل غير محتمل عندما بدأت هذه الحرب.

خاصة حينما ذكّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين العالم في وقت مبكر من هذه الحرب بأن روسيا قوة نووية وأنه وضع رادعها النووي الاستراتيجي في درجة عالية من الاستعداد.

الحربية النووية التكتيكية

وتسمح العقيدة العسكرية الروسية بالاستخدام المبكر للرؤوس الحربية النووية التكتيكية منخفضة القوة في ساحة المعركة، مع العلم أن الغرب يمقت الأسلحة النووية التي لم تُستخدم منذ 77 عامًا.

وعلى الجانب الاخر يشعر المخططون الاستراتيجيون لحلف الناتو بالقلق من أنه بمجرد كسر المحرمات النووية، حتى لو كان الضرر مقصورًا على هدف محلي في ساحة المعركة الأوكرانية، فإن خطر التصعيد إلى تبادل نووي كارثي بين روسيا والغرب يرتفع حتمًا درجة للأعلى.

وحول هذه الاستراتيجية يطرح هذا السؤال نفسه «كيف بالضبط يمكن أن تتصاعد هذه الحرب الروسية الأوكرانية إلى صراع أوروبي شامل يمتد إلى حلف الناتو»؟

ليأتي الرد من التقرير نفسه ان هناك عدد من السيناريوهات محتملة تشغل عقول وزارات الدفاع الغربية بلا شك.

السيناريو الاول

 إذا قدم الناتو صاروخًا مضادًا للسفن وأطلقته القوات الأوكرانية في أوديسا وأصاب وأغرق سفينة حربية روسية في عرض البحر في البحر الأسود، مما سيسفر عن مقتل ما يقرب من 100 بحار وعشرات من مشاة البحرية؛ فإن حصيلة قتلى بهذا الحجم في ضربة واحدة ستكون غير مسبوقة وسيتعرض بوتين لضغوط للرد بشكل ما.

 

السيناريو الثاني 

 إذا استهدفت ضربة صاروخية استراتيجية روسية قافلة إمداد بالمعدات العسكرية التي تعبر من إحدى دول الناتو، مثل بولندا أو سلوفاكيا، إلى أوكرانيا؛ وتكبدت الدولة عضو الناتو خسائر داخل حدودها، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تفعيل المادة 5 من دستور الناتو، ويجعل التحالف بأكمله يهب للدفاع عن البلد الذي تعرض للهجوم.

 

السيناريو الثالث 

 إذا أدى القتال العنيف في دونباس إلى وقوع انفجار في منشأة صناعية أدى إلى إطلاق غازات كيميائية سامة؛ في حين أن هذا قد حدث بالفعل، ولم يبلغ عن أي وفيات. 

ولكن إذا أدى ذلك إلى نوع من الخسائر الجماعية كالتي شوهدت في استخدام الغاز السام في الغوطة في سوريا، وإذا اكتشف أن القوات الروسية تسببت فيه عن عمد، فسيكون الناتو مضطرًا للرد.

وبين محاولة نزع فتيل الازمة مع عدم التخلى عن اوكرانيا يقع الغرب في معضلة عدم استفزاز موسكو والبعد عن التورط في جحيم الحرب النووية التي بدت اقرب بقرارات الدفع باسلحة غربية جديدة على مسرح العمليات الاوكرانية امام تصعيد روسي محموم اعلن في الفترة الاخيرة ان شحنات الاسلحة الغربية هدف مسموح للقوات الروسية. 

الجريدة الرسمية