في مثل هذا اليوم.. صدور قرار السادات الذي تسبب في تنصيب مبارك حاكمًا لــ 3 عقود
لم يكن الرئيس الراحل محمد أنور السادات يقرأ الطالع، وهو يصدر قراره في مثل هذا اليوم بتعيين الفريق محمد حسني مبارك نائبا له، فالرجل الذي كان يعده السادات لمستقبل البلاد، قادته الأقدار ليجلس على سدة الحكم طيلة 3 عقود، قبل أن يغادر السلطة إثر ثورة شعبية في 25 يناير من عام 2011.
ملامح من حياة مبارك
محمد حسني مبارك وشهرته حسني مبارك من مواليد 4 مايو 1928 بقرية كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية، تخرج في الكلية الجوية عام 1950، وترقى في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية.
استمر في الترقية وعين قائدًا للقوات الجوية في أبريل 1972، وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، قاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر وأصبح معروفا بلقب صاحب أول ضربة جوية والتي كان لها أثر كبير في ضرب النقاط الحيوية للقوات الإسرائيلية في سيناء مما أخل بتوازنه وسمح للقوات البرية المصرية لعبور قناة السويس والسيطرة علي الضفة الشرقية للقناة وعدة كيلومترات في أول أيام الحرب تحت غطاء وحماية القوات الجوية المصرية.
وكافئه السادات على دوره المحوري في الحرب باختياره يوم 15 إبريل عام 1975 نائبًا لرئيس الجمهورية، وبعد أقل من 6 سنوات قادته الأقدار لتولى المنصب الأرفع في البلاد عقب اغتيال السادات عام 1981 على يد جماعة سلفية متطرفة بقيادة خالد الإسلامبولي.
مبارك رئيسا
تقلد رئاسة الجمهورية بعد استفتاء شعبي، وجدد فترة ولايته عبر استفتاءات في الأعوام 1987، 1993، و1999 وبرغم الانتقادات لشروط وآليات الترشح لانتخابات 2005، إلا أنها تعد أول انتخابات تعددية مباشرة جدد فيها مبارك فترته الرئاسية للمرة الرابعة عبر فوزه فيها.
وتعتبر فترة حكمه حتى إجباره على التنحي في 11 فبراير عام2011 رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية بعد الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والراحل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والراحل أيضا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، كما أن فترته الرئاسية هي الأطول في الحكم بين ملوك ورؤساء مصر منذ محمد علي باشا.
إنجازاته وإخفاقاته
نجح مبارك عام 1989 بإعادة عضوية مصر التي جُمدت في الجامعة العربية منذ اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل وأعاد أيضا مقر الجامعة إلى القاهرة، وعرف بموقفه الداعم للمفاوضات السلمية الفلسطينية - الإسرائيلية، بالإضافة إلى دوره المحوري في حرب الخليج الثانية.
وفر عدد من أسباب الاستقرار والنمو الاقتصادي، إلا أن حكمه شابه العديد من السلبيات مثل استمرار حالة الطوارئ التي لم تُرفع منذ 1967، ما دمر المعارضة السياسية المدنية وأعطى الفرصة للتيارات الدينية للانتشار في الظلام والسيطرة على الثقافة والهوية الاجتماعية للبلاد، بجانب انتشار الفساد والعشوائيات.
رحيله عن الحكم والحياة
بعد نشوب ثورة 25 يناير أُجبر على التنحى عن الحكم في 11 فبراير 2011، ولاحقا قدم للمحاكمة العلنية بتهمة قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، وقد مثل - كأول رئيس عربي سابق يتم محاكمته - أمام محكمة مدنية في 3 أغسطس 2011.
وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد يوم السبت 2 يونيو 2012.، لكن تم إخلاء سبيله من جميع القضايا المنسوبة إليه بحكم من محكمة الجنح بعد انقضاء فترة الحبس الاحتياطي يوم 21 أغسطس 2013. كما تمت تبرئته في 29 نوفمبر 2014 من جميع التهم المنسوبة إليه أمام محكمة اسئناف القاهرة.
لكن في 9 مايو 2015 تمت إدانته من جديد هو ونجليه في قضية قصور الرئاسة واصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمًا بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات وتوفى في 25 فبراير عام 2020 تاركا تجربته للتاريخ يحكم بما لها وما عليها كما قال في نص خطابه الأخير عام 2011.