عمره 39 عامًا وشارك في مهام دبلوماسية و3 حروب.. ضربة موجعة لروسيا بعد غرق الطراد موسكفا
بعد جدل كبير، حسمت وزارة الدفاع الروسية مصير السفينة الحربية موسكفا، مؤكدة مساء الخميس غرقها أثناء سحبها إلى الميناء متأثرة بعاصفة وظروف جوية سيئة.
وأوضحت الوزارة أن الطراد الحربي فقد ثباته عندما تم سحبه إلى ميناء المقصد بسبب الأضرار التي لحقت بهيكله، ليغرق إثرها في بحر هائج.
كما لفتت إلى أن طاقم الطراد أجلي إلى سفن تابعة لأسطول البحر الأسود.
ضربة موجعة
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن غرق الطراد الحربي ضربة موجعة للأسطول الروسي في البحر الأسود.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي لشبكة سي إن إن: "هذه ضربة كبيرة لأسطول البحر الأسود. إنه جزء رئيسي من جهودهم لممارسة نوع من السيطرة البحرية في البحر الأسود".
كما أضاف: "سيكون لهذا تأثير على قدراتهم".
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، إن السفينة طافية ولم تغرق.
تصريحات متضاربة
وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت في وقت سابق أن الطراد الذي يعد قائد أسطول البحر الأسود الروسي لم يغرق، مضيفة أن الانفجارات التي اندلعت على متنه أمس الأربعاء توقفت.
كما أضافت أنه "تم احتواء بؤرة الحريق، لم تعد هناك ألسنة لهب، لافتة في الوقت عينه إلى أن انفجارات الذخيرة توقفت أيضا.
استهدافه بصاروخ
في المقابل، أكدت أوكرانيا أنها هاجمت الطراد، وأعلن الجيش الأوكراني في بيان على حساباته على مواقع التواصل، أنه استهدف السفينة بصاروخ من طراز "نبتون".
كما أشار إلى أن موسكفا بدأت بالغرق بعد انفجار الذخائر على متنها، وإصابتها بأضرار جسيمة.
يذكر أن هذا الطراد الحربي كان نال شهرة في بداية العملية الروسية، عندما انتشر تسجيل لجنود أوكرانيين يحرسون إحدى الجزر، وهم يتوجهون إلى طاقم السفينة عبر جهاز اتصال لاسلكي بأن "يذهب إلى الجحيم" بعد أن دعاهم للاستسلام.
ووضع هذا الطراد القاذف للصواريخ من فئة أتلانت في الخدمة العام 1983 أثناء الحقبة السوفيتية باسم "سلافا" (المجد)، وقد صمم ليكون قادرًا على تدمير حاملة طائرات.
طوله 186 مترا
الطراد الذي يبلغ طوله 186 مترا، وأعيدت تسميته بـ "موسكفا" (موسكو) في مايو 1995، مزود بـ 16 صاروخا مضادا للسفن من طراز بازلت/فولكان، وصواريخ فورت ونسخة بحرية من صواريخ اس-300 طويلة المدى، وصواريخ أوسا قصيرة المدى، كما يحمل قاذفات صواريخ ومدافع وطوربيدات.
ووفق وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء، خضع الطراد لعمليتي تجديد وتحديث كبيرتين آخرهما بين عامي 2018 و2020.
ويمكن أن يصل طاقمه إلى 680 عنصرا، وفق وزارة الدفاع الروسية.
ثلاث حروب
النزاع الأول الذي شارك فيه الطراد كان في جورجيا في أغسطس 2008. لم تقدم روسيا معلومات عن مهامه، لكن مسؤولا عسكريا جورجيا كبيرا أكد لوكالة فرانس برس الخميس أنه دخل ميناء أوتشامشيري لقصف القوات الجورجية في وادي كودوري لتفقد بعد ذلك المنطقة الوحيدة التي كانت لا تزال تحت سيطرتها في إقليم أبخازيا الانفصالي.
وأعرب الرئيس الروسي آنذاك دميتري ميدفيديف عن "امتنانه" لطاقم الطراد على "شجاعتهم وتصميمهم" خلال النزاع.
وبعد تدخل روسيا إلى جانب نظام بشار الأسد في الحرب في سوريا، تم نشر "موسكفا" في الفترة من سبتمبر 2015 إلى يناير 2016 في شرق البحر المتوسط لضمان "الدفاع المضاد للطائرات" في قاعدة حميميم الجوية، وفق وزارة الدفاع الروسية.
وسام ناخيموف
وبعد فترة غير طويلة منح فلاديمير بوتين وسام ناخيموف للطاقم بأكمله تقديرا لـ"شجاعتهم وتصميمهم".
مقر الطراد في قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في سيباستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، ويشارك "موسكفا" في الهجوم الذي أطلقه فلاديمير بوتين في 24 فبراير 2022 على أوكرانيا.
في تبادل عبر أجهزة اللاسلكي انتشر على نطاق واسع، صرخ في بداية النزاع حرس الحدود الأوكرانيون في جزيرة الثعابين الصغيرة قائلين "اللعنة عليكم" ردا على مطالبة الطراد الروسي لهم بالاستسلام. بعد فترة وجيزة قصف "موسكفا" الجزيرة برفقة سفينة فاسيلي بيكوف، وتم أسر العسكريين الأوكرانيين.
مهام دبلوماسية
وشارك "موسكفا" حينما كان يسمى "سلافا" في قمة مالطا للزعيمين السوفييتي ميخائيل جورباتشوف والأميركي جورج بوش التي عُقدت على متن سفينة مكسيم غوركي في ديسمبر 1989 مباشرة بعد سقوط جدار برلين.
كذلك جال حول العالم لإجراء مناورات عسكرية، وزار الكثير من الموانئ الأوروبية والآسيوية والإفريقية.
وصعد الكثير من القادة الأجانب على متن الطراد، وقد رحب فلاديمير بوتين نفسه بزعماء قريبين منه مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أغسطس 2014 في سوتشي ورئيس الحكومة الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني خلال زيارة لإيطاليا.