بفرح إخواتي المسيحيين زي المسلمين.. قصة أول مصنع لمجسمات الكنائس في قنا | فيديو
في زاوية بعيدة بأحد الحارات الضيقة في مركز نقادة بقنا، يوجد منزل بسيط، يقطن به رجل أربعيني العمر يرتدي جلبابه ويقف بين زجاجات قديمة وبقايا أخشاب يصنع منها مجسمات الكنائس ويهديها إلي الجيران والأصدقاء.. نشأ علي وصايا أن الجار بالجار، واستمع إلي وصايا دينه الصحيحة، وانصت إلي مقولة "الدين لله والوطن للجميع".
"فيتو" التقت عاطف محمد إبراهيم منصور، ابن مركز نقادة، جنوب محافظة قنا، هذا المركز الذي يقطن به آلاف الأقباط ويوجد به عدد كبير من الكنائس والأديرة .
أول مسلم يقوم بتصنيع مجسم الكنيسة في قنا
وأكد "عاطف" أنه بدأ في تصنيع مجسمات الكنيسة منذ العام الماضي، في أحد الاعياد وطلبه مني أحد الاشخاص ليقوم بإهدائه اليهم وقال: بالفعل عكفت علي هذا المجسم لا نهائه في الوقت المحدد.
وأشار الي أن التربية في مدينته “نقادة” أرض الحضارات المتعددة رسخ في الذهن العديد من القيم الاصيلة التي تضرب في جذور هذا الوطن الجميل.
وقال عاطف: التربية في الصعيد ووسط اشقائنا واخواتنا واصدقائنا جعل بيننا حرية كبيرة في التعامل دون اي تعصب او كراهية، بل علي العكس رسخ لفكرة المحبة، وهذا الامر جعلني لا استغرب ايضا شكل الكنائس والاديرة، ولكن كل كنيسة ودير محفورة الشكل في العقل.
واضاف: " لم يكن بالنسبة لي شكل الكنيسة غريب، والمجسم لم اعاني فيه من الشكل ولكن المعاناة الاكبر كانت في تقسيم وشكل ومظاهر الكنيسة بشكل جيد، وخروج المجسم كأنه حقيقي، وبالفعل هذا الامر جعلني اتفنن في كل قطعة زجاج وخشب اقوم برصها في المجسم ".
مجسم الكنيسة يأخذ مني اسبوع عمل
وتابع: الامر لم يستغرق مني سوي اسبوع واحد فقط حتي خرج المجسم بهذا الشكل الذي شاهده الجميع وابدي اعجابه به وكأنها كنيسة حقيقة، والجميع استغرب هذا الامر ولكني لم استغرب نفسي فهذا ما كنت وافكر واسعي اليه لكي يخرج بهذا الشكل وقد كان هذا هو الامر.. كان الامر تحدي بيني وبين نفسي لكي يكون المجسم حقيقة "، ولفت الي أنه يقوم بعمل مجسمات للمساجد ويكتب بالزجاج اسماء الله الحسني وغيرها من التحديات التي توضح مدي الدقة والتفاني في العمل.
وعن شكل الكنيسة الموجود في المجسم قال " عصفت ذهني علي الشكل الحديث للكنائس والموجود حاليا، فنحن لدينا اشكال متعددة منها القديم والمتوسط والحديث حاليا وكل شكل يختلف في الخارج، طبعا هذا بعيدا عن النظام الداخلي ".
وتابع: وكما ذكرت من قبل كان تحدي مع النفس واجتهاد كبير وهذا دائما مستوي تفكيري في العمل عندما أكون في طلب عمل لا انظر الي الامر علي أنه لقمة عيش بقدر ما يكون فن يستمتع به من يشاهده ويتغزل فيه كل شخص يشاهده فهذا العمل باقي ويصعب أن يحدث له شيء وذلك لشدة ومتانة الادوات المستخدمة في اتقان العمل.
وعن الهدف من هذه المجسمات قال: " الهدف هو اسعاد اخواتي المسيحين كما اقوم بإسعاد المسلمين، وهذا لأننا في النهاية اخوة ونعيش تحت سماء وارض واحدة ومنذ القدم ونحن نسيج واحد وسوف نظل هكذا الي انتهاء الحياة علي الارض، ولم ولن يفرقنا اي شخص عما نحن فيه مهما حدث ".