رمضان.. وذكرى الزمن الجميل!
تمرد أغلبية المصريين على مسلسلات رمضان هذا العام.. وضاعت هيبة ماسبيرو وسط هذا الزخم واحتكار المال للدراما التليفزيونية بالقنوات الخاصة، تحت شعار زائف لا معني له هو حق المنافسة، وأصبح الطريق ممهدا لهذه المنافذ الإعلامية التي وضعت أقدامها على أرض صلبة، وسيطرت على اليابس والماء، وأصبحت ماسبيرو ذكرى الزمن الجميل الذي كنا نستمتع بما تصدره عبر الشاشة الصغيرة في رمضان من مسلسلات دينية تتناسب مع الشهر الكريم، وأعمال تاريخية تخطف الأبصار لكافة الأعمار.
رحم الله أيام ماسبيرو في رمضان والبرامج التي افتقدناها، والتي كنا ننتظرها من العام للعام. اليوم أعمال بالجملة تكلفتها مليارات الجنيهات والملقبون بالنجوم لا حصر لهم، بالرغم أن معظمهم يصعب معرفتهم، وإذا لجأنا إلى جوجل فندرك أنه هو أيضا يجهلهم ولا عزاء للمشاهدين.. العام الحالي هو العام الثالث الذي نرى فيه مسلسل الاختيار والذي كان مفاجأة لدى المصريين جميعا.. الفكرة جيدة والأداء على أعلى مستوى من خلال فنانين كبار يتقدمهم كريم عبد العزيز وأحمد عز وأحمد السقا وياسر جلال، جسدوا ملحمة البطولة والشجاعة وحب الوطن والدفاع عنه بأرواحهم ودمائهم الذكية..
الرواية من واقع الزمن الذي شاء قدرنا أن نعيشه ونكون شهداء عليه، ولذلك نجح باقتدار لأنه واقع تاريخي وهذا هو سر نجاح العمل الفني، ولكن مع حبنا الشديد للعمل التاريخي كان من الأفضل أن نرفع الأقلام لأن ما تم تقديمه من خلال أعمال الاختيار وهجمة مرتدة -الذى يلعب البطولة فيه هذا العام النجم أمير كرارة- كاف لأن يخلده التاريخ ويكون مرجعًا للأجيال المتعاقبة، ليدركوا أن مصر كانت علي حافة الهاوية بسبب ما تم ارتكابه من قبل جماعة الشياطين وأعوانهم في الخارج.
الذين تعاهدوا على إسقاط الدولة المصرية، ولولا ثورة المصريين وأكرر ثورة المصريين الشرفاء لكانت مصر في طي النسيان علي أيدي الخونة والقتلة من جماعة الشر.. على العموم خريطة مسلسلات رمضان تشبه محطة عبود التي تمتلأ بسيارات الميكروباص وتنتظر الركاب لتغطية تكلفة الرحلة وتحقيق الأرباح.