رئيس التحرير
عصام كامل

حمد الريامي: الدراما الخليجية غير متميزة والنقد الفني بالإمارات يواجه الخطوط الحمراء

حمد الريامي
حمد الريامي

أحال المخرج والناقد السينمائي الإماراتي حمد الريامي أسباب تراجع الدراما الإماراتية خاصة والخليجية عامة إلى ”ضعف السيناريو، وسيطرة التطبيل الإعلامي في معالجة الأعمال الدرامية“، على حد تعبيره، مؤكدًا أنه ”من الصعوبة تأسيس جمعية للنقد السينمائي في الإمارات؛ بسبب وجود خطوط حمراء وهمية وغير حقيقية لدينا في عالم النقد“.

 

وأشاد الريامي، في تصريحات صحفية له، بتميز مسلسل ”رشاش“ السعودي، الذي عُرض العام الماضي على منصة ”شاهد“، قائلًا إنه ”مسلسل مضبوط ومضغوط وقوي يواكب مقاييس الدراما العالمية على منصتي نتفليكس أو أمازون“.

 

وقال: ”هذا التميز ينقصنا في الإمارات بشكل خاص، أما السعودية فبدأت بالتميز، والكويت لا بد أن تبدأ، نظرًا لأن كل المقومات متوفرة لدينا سواء من الإنتاج أو البذخ، أو من الممثلين، لكن القنوات والمحطات لدينا لا تعتمد على هذه النوعية من الأعمال“.

النهج القديم للدراما

ونوه الريامي إلى غلبة ما أسماه ”النهج القديم للدراما، المتمثل بانتظار شهر رمضان من أجل عمل مسلسل مدته 30 حلقة، وبشكل إجباري تعتمده القنوات والشركات على واقع الدراما عمومًا“.

 

وأوضح أن ”ذلك النهج المتبع كل عام يخلق حشوًا في الدراما والقصة، ويؤثر على الممثل ومخرج العمل، فتصبح الدراما ضعيفة، ما يعني إضعاف السيناريو الذي يعتبر العمود الفقري لأي عمل فني“.

 

وأضاف: ”في الحقيقة، كل عام ينخفض مستوى الاهتمام لديّ تجاه الدراما الخليجية، فالمسلسلات بدأت تُعاد وتكرر نفسها، والقصص تُعاد صياغتها مع نفس الوجوه المعروفة، من البطل الكبير إلى البطل الأصغر أو النجمة الكبيرة والنجمة الصغيرة“.

الإعلام والدراما في الخليج

وبشأن العلاقة بين الإعلام والدراما في الخليج، قال حمد الريامي إن ”الإعلام يلعب دورًا سلبيًا كبيرًا في تناول الدراما، ولا أتحدث عن كل المحطات أو الوسائل الإعلامية الموثقة أو التي تكاد تكون حكومية، معظمها للأسف يساهم في تعزيز سلبية الأعمال؛ بسبب التطبيل والمدح“، على حد تعبيره.

 

وتابع: ”ما يطرحه الإعلام لا يمتّ بصلة للفن بشكل خاص، وأكثر المحطات أو الصحف تتحدث عن الفنان الفلاني أو المخرج الفلاني أو العمل العلاني، لذلك تحدث السلبية، وعاطفة الجمهور الذي لا حول له ولا قوة“.

الميزانيات الكبيرة

وأشار الريامي إلى أن ”الميزانيات الكبيرة التي تُخصص تذهب إلى النجوم بشكل كبير، وليس للعمل، ما يؤثر على المواد الإخراجية مثل الخدع البصرية أو الغرافيكس أو المؤثرات الصوتية الحديثة أو الكاميرا نفسها“.

 

وأضاف: ”ترى في الأعمال الصورة مهزوزة مثلًا؛ بسبب الاعتماد على كاميرا الكتف لإنجاز العمل في وقت قصير دون النظر لجودة العمل، وهذا حاضر في الدراما العربية بشكل كبير، حيث تذهب هذه الأموال في أمور غير خادمة للعمل، فالفنيات تحتاج إلى بذخ“.

 

وبشأن تدشين نقابة أو جمعية للنقاد الإماراتيين، قال حمد الريامي إن ”هذا الموضوع صعب إتمامه في دولتنا الإمارات باعتبار أن الصناعة قليلة، وأنا كناقد سينمائي أواجه هذه المشكلة؛ فحينما أنتقد عملًا سينمائيًا، فيجب عليّ أخذ المحاذير وبعض الأمور كخطوط حمراء، مع أنها ليست خطوطا حمراء في النقد السينمائي، لكن أضطر مرات إلى أن أكون ليّنًا أو رحيمًا في نقدي لبعض الأعمال، ولكن هذا لا يعني أن أبتعد عن الصراحة، لهذا توجد قلة من النقاد“.

 

وأضاف: ”ما يترتب على صعيد عمل نقابة أو جمعية للنقاد السينمائيين داخل الإمارات فهذا صعب جدًا، وحتى ننفذه نحتاج إلى سنين طويلة وأجيال أكثر“.

الجريدة الرسمية