باحث: الجماعات المتطرفة تلعب على صناعة السخط لتمزيق البلدان العربية
قال فهد العتيبي، الكاتب والباحث، إن الجماعات المتطرفة تلعب على صناعة السخط بين صفوف الجماهير من أجل إضعاف الدول العربية وتمزيق لحمتها الوطنية، إذ يتبع القائمون على هذه الصناعة العديد من الاستراتيجيات لتحقيق أهدافهم ويرصدون لها الميزانيات الضخمة، وغالبا ما يستخدمون الدين لتحقيق أهدافهم.
أبواق للبيع
وأضاف: يستقطبون الماهرون في التعامل مع التقنيات والتكنولوجيا ووسائل الإعلام، ويختارون المواضيع المطروحة ولاسيما المتعلقة بالعقيدة، والتي لها التأثير الأقوى على الملتقى حسب طبيعة كل مجتمع.
واستكمل: يشترون لها الأبواق المعروضة للبيع من أسواق نخاسة خيانة الأوطان ليشعروا المتلقي بأن خطاب السخط، الموجه له هو خطاب ديني، والحقيقة أن هذا الخطاب لا يمت للدين بصلة، بل هو خطاب معادٍ للدين وللوطن وأهله حتى وإن قدمه من يتحدث لغتنا، ويدعي أنه يدين بديننا، ويريد إيهامنا أنه غيور على الوطن.
اختتم: من الأساليب المتبعة في صناعة السخط أسلوب المبالغة والتفخيم عند الحديث عن السلبيات كما نرى الآن ما يحدث على الساحة.
وكانت وفاء الرشيد الكاتب والباحثة طالبت بضرورة استغلال رمضان للعودة إلى منابع الروحانية المشرقة في الإسلام، مؤكدة أن المجتمع العربي والإسلامي يعيش حالة من التدين الشكلي بعيدًا كل البعد عن الروحانية الحقيقية.
وأضافت: أصبح التدين عند البعض نقابًا وإطلاق شعر لحية وخط متشدد حذر منه الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري: «إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا».
خطاب تكفيري عنيف
وتابعت: غابت أبعاد الفرح والطمأنينة من ممارسة الدين، وتحول لدى الكثيرين إلى خطاب تفكيري عنيف يبرر القتل ورفع السيف باسم الدفاع عن الدين ونشره، مضيفة: عندما تغيب الروحانية الصادقة لا يبقى من الدين إلا هذا الجانب الحاد المتطرف في العقيدة والتأويل.
واستكملت: حصر الله عز وجل مهمة النبوة بقوله: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، عموم البشر وسواهم من الكائنات، وذلك هو أبلغ دلالات اللطف الشامل الذي يعامل به الخالق خلقه.
وأشارت الباحثة إلى أن البعض غيب كل معاني الرحمة والمودة والقرب التي تدخل في صفات الله التي هي إطار علاقته بالبشر، وأصبح الدين يقدم من بعض الدعاة في شكل تحريم أوجه الجمال والحب في الوجود.