تقرير أمريكي: غزو أوكرانيا قد يؤدي لعودة الإمبراطوريات
قال تقرير أمريكي، إن غزو روسيا لأوكرانيا، قد يشجع دولا كبيرة على ابتلاع أخرى صغيرة، ويؤدي لعودة الإمبراطوريات التي سادت العالم قديما.
وذكرت مجلة ”فورين أفيرز“ الأمريكية في دراسة مطولة لها، نُشر جُزء منها الإثنين، أنه ”إذا سمح المجتمع العالمي لروسيا بالاستيلاء على أوكرانيا، ”فقد تلجأ دول أخرى إلى استخدام القوة بشكل متكرر لتخطي الحدود“.
وأضافت الدراسة أنه إذا نجح ذلك ”قد تندلع الحروب، وقد يعاود ظهور الإمبراطوريات السابقة، ويتم دفع المزيد من الدول إلى حافة الانقراض“.
حماية القاعدة ضد الغزو
وأشارت إلى أنه ”مهما كان هجوم روسيا مزعجًا، فلا يزال بإمكان بقية العالم حماية القاعدة التي تحدتها وانتهكتها موسكو“.
ولفتت إلى أنه ”يمكن للمجتمع الدولي استخدام العقوبات والمحاكم الدولية لفرض تكاليف باهظة على روسيا بسبب عدوانها السافر وغير القانوني“.
وبينت أنه ”يمكنها أيضا الضغط من أجل إصلاحات في الأمم المتحدة حتى لا يتمكن أعضاء مجلس الأمن، بمن فيهم روسيا، من استخدام حق النقض ضد الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي إعاقة قدرة تلك المؤسسة على تحقيق العدالة“.
وأكدت دراسة المجلة أن ”مثل هذه الاستجابة ستتطلب تعاونًا وتضحيات، لكنها تستحق الجهد المبذول، محذرة من أن أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي بات مهددا، وهو وحدة أراضي الدول“.
وأشارت ”فورين أفيرز“، إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا يسلط الضوء على ”زعزعة القاعدة ضد الغزو الإقليمي“.
وقالت إن ”النبأ السار هو أن الغضب كان سريعًا وواسع النطاق مع تزايد القلق من قبل مجموعة كبيرة من الجهات الفاعلة من أن هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يقوض استقرار الحدود على الصعيد العالمي“.
استبدال النظام
ورأت أن ”مصير القاعدة القانونية ضد الغزو الإقليمي يعتمد جزئيًا على مدى انتهاك بوتين لها في أوكرانيا“.
واعتبرت أنه ”إذا انتهى الأمر ببوتين إلى استبدال نظام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتثبيت نظام دمية في أوكرانيا، فسيكون منخرطًا في تغيير صارخ للنظام ووجه ضربة قاصمة للشعب الأوكراني“.
وتابعت: ”لكنه لن يتحدى القاعدة ضد الغزو الإقليمي في حد ذاتها، ستكون البلاد تحت السيطرة الروسية غير المباشرة وليست المباشرة“.
ومضت قائلة: ”وبالمثل، إذا حاول بوتين ابتلاع شبه جزيرة القرم ودونيتسك ولوهانسك- وهي مناطق طالما ادعى أنها أراض روسية- ووافق بقية العالم على ذلك، فسوف يضعفها ولكن لن يقلب تمامًا القاعدة التي تحمي وحدة أراضي الدولة؛ لأن معظم أوكرانيا ستبقى سليمة“.
طموحات بوتين
ونبّهت المجلة إلى أن هناك سببا للخوف من أن طموحات بوتين تتجاوز هذه الأهداف، مشيرة إلى أن ”ملاحظاته التي تشكك في شرعية أوكرانيا كدولة مستقلة توحي بذلك“.
وقالت: ”يبدو أن بوتين مهتم بأكثر من مجرد تكليف صديق له بمسؤولية جمهورية سوفييتية سابقة أو اقتطاع أجزاء من البلاد.. ربما يفكر في إعادة رسم خريطة أوروبا للعودة إلى روسيا الإمبراطورية… وإذا استولت روسيا على أوكرانيا بأكملها، فإن بوتين سيدق وتدا في قلب القاعدة ضد الغزو الإقليمي“.
وأضافت ”فورين أفيرز“ في دراستها أنه ”إذا ذهب بوتين إلى هذا الحد، فإن مصير القاعدة سيعتمد إلى حد كبير على رد فعل بقية العالم، خاصة وأن القواعد تتغذى عن طريق الإنفاذ“.
ردود الفعل على الغزو
وأوضحت أنه ”لحسن الحظ، يشير الكثير من ردود فعل العالم للغزو الروسي إلى أن الدول متحدة إلى حد كبير في تصميمها على حماية القاعدة“.
وأردفت أن ”العقوبات غير المسبوقة على روسيا، إلى جانب التبرعات بالمساعدات الإنسانية والأسلحة لأوكرانيا، تضع بالفعل ضغوطًا شديدة على بوتين، بينما تخفف الضغط بشكل محدود عن زيلينسكي“.
وحذرت من أنه ”إذا كان هذا التصميم الدولي سينحسر، فإن الدول المجاورة لأوكرانيا، مثل مولدوفا وبولندا ورومانيا، ستصبح عن حق متوترة بشأن سيادتها“.
وأضافت المجلة في دراستها بالقول: ”للحفاظ على القاعدة ضد الغزو الإقليمي يجب على المجتمع الدولي مواصلة الضغط على روسيا، حتى لو كان هدف بوتين هو ضم شبه جزيرة القرم ودونيتسك ولوهانسك فقط“.
وختمت: ”على سبيل المثال، لا ينبغي للتحالف الغربي أن يرفع العقوبات عن روسيا بالكامل حتى يعترف بوتين بحدود أوكرانيا قبل عام 2014“.
شارك