رئيس التحرير
عصام كامل

مقامات ومزارات.. حكاية سيدة العابدات التي مات كل أولادها في حياتها

مقامات ومزارات
مقامات ومزارات

تعرض بوابة "فيتو"، عبر الموقع الإلكتروني، ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، برنامج "مقامات ومزارات"، كل يوم، طوال شهر رمضان المبارك، وذلك في الساعة الخامسة قبل المغرب.

البرنامج يعده ويقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير سيد حسن.

وتعرض حلقة اليوم، جوانب من حياة السيدة "أم كلثوم".. حفيدة الإمام الحسيـن والملقبة بـ "سـيدة العابدات".

وقد رزق الله مصر بواحدة من "كلثومات" آل بيت النبى، وهى أم كلثوم بنت القاسم الطيب بن محمد المأمون بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين، أى أنها من الفرع الحسينى فى آل البيت، ومن فرط عشق المصريين لها فإنهم دللوها فاشتهرت بينهم باسم "السيدة كلثم"، وأحيانا "كلثوم". 

حضور الأسرة

ولم تتشرف أرض مصر بالسيدة "كلثم" وحدها، بل كان الشرف مضاعفا بوجود أسرتها: والدها ووالدتها وأخويها وأختها، ومشاهدهم فى تلك البقعة المباركة التى تقع بين مسجدى الإمامين الشافعى والليث بن سعد.

والراجح فى كتب المؤرخين الثقات أن هذه الأسرة الحسيبة الشريفة جاءت إلى مصر فى زمن حاكمها أحمد بن طولون (مؤسس الدولة الطولونية)، فقد سمع ابن طولون عن كرامات وبركات "يحيى بن القاسم، الذى اشتهر بلقب "الشبيه" لشدة شبهه بجده النبى صلى الله عليه، وسلم، فأرسل إليه يستقدمه إلى مصر.

إلى تلك الأسرة الشريفة الكريمة من نسل الحسين تنتسب السيدة "كلثم".

تزوجت فى مصر وأنجبت عددا من الأولاد، أما زوجها فهو من أبناء عمومتها، السيد موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم، وأما أولادها فلا يُعرف عددهم ولا أسماؤهم، والإشارة الوحيدة أن ابنها الأكبر اسمه "جعفر" وبه تُكنى، فتجد من يسميها " أم جعفر".

مات كل أولادها فى حياتها، فلم يخلف أحد منهم ذرية، ويقال إن بعض أولادها مدفون معها فى ضريحها.

وكانت من الزاهدات العابدات، الصالحات الراجحات، وكانت صوامة قوامة، لا تلتفت لأهل الدنيا، وقبرها يستجاب فيه الدعاء.

30 حجة على الأقدام

حجت ثلاثين حجة إلى بيت الله الحرام سيرا على الأقدام، وكان لها قدم صدق حتى أطلقوا عليها سيدة العابدات.

وضريحها القائم أنُشئ فى زمن الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله فى سنة 516 هجرية على أرجح الأقوال، حيث كلف الخليفة وزيره المأمون البطائحى بتجديد وترميم المشاهد التسعة الواقعة بين جبل المقطم والقرافة، وأولها مشهد السيدة زينب وآخرها مشهد السيدة كلثم، على أن يوضع على كل مشهد منها لوحا من الرخام عليه اسم صاحب الضريح وتاريخ تجديده.

من أحفاد الشهداء، عُرفت بالزهد والصلاح والتقوى، وذاع صيتها فى زمانها حتى أن أسرتها نُسبت إليها، فيقال لهم "الكلثوميين"، وقصد المصريون مقامها تبركا بابنة آل البيت، أو على حد وصف المقريزى لمشهدها: "من المشاهد التى يتبرك الناس بزيارتها".

ومع تقادم الزمن ضرب الإهمال هذا المقام الطاهر للسيدة كلثم، فكاد أن يندثر، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا لإعادة تجديده وإعماره بما يتناسب مع مكانة "سيدة العابدات".

الجريدة الرسمية