إدانات رسمية بعد مقتل القمص أرسانيوس وديد..الكنيسة المصرية: مشهود له من الجميع.. الأزهر يحذر من الحرب الدينية بين أبناء الوطن.. قومي حقوق الإنسان: أفدح جرائم الإنسانية
ليلة حزينة عاشتها محافظة الإسكندرية أمس الخميس، عقب مقتل القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس – كرموز، على يد شخص اعتدى عليه بسلاح أبيض أثناء سيره بطريق الكورنيش بحي سيدي بشر، وقد تُوفي بالمستشفى متأثرًا بإصاباته من جراء ذلك الاعتداء.
أدانات متتالية من مختلف المؤسسات الدينية والمجتمعية، وكان على رأس المعزين قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث ارسل رسالة تعزية لنيافة الأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرقي الإسكندرية، في رحيل الأب القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس بولس الرسول في كرموز التابعة للقطاع.
رسالة البابا
وجاء نص التعزية كالآتي: على رجاء القيامة نودع كاهنًا فاضلًا وخادمًا نشيطًا، محبوبًا في سيرته أمينًا في كنيسته، صاحب علاقات طيبة مع الجميع، ومشهودًا له من كل الذين تعاملوا معه في منطقة خدمته من كل الشعب مسلمين وأقباط، صغار وكبار، وكذلك ذا سيرة ناجحة مع كل الآباء إخوته في الخدمة الكنسية.
بألم شديد نودعه إثر هذا الحادث الأليم، رافعين عيوننا إلى السماء نحو إلهنا الصالح، ملتمسين منه العزاء لزوجته الفاضلة وأسرته المباركة، وكذلك لكنيسته وجميع أحبائه وأبنائه الروحيين. نودعه في هذه الأيام المقدسة من الصوم الكبير، لكي يُعَيِّد بالقيامة المجيدة مع المسيح يسوع القائم، ويكون مصليًّا وشفيعًا لنا في السماء.
تعزية شيخ الأزهر
وتقدَّم شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بالعزاء والمواساة إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ولعموم الإخوة المسيحيين، في حادث مقتل القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بالإسكندرية.
وأكد شيخ الأزهر أن قتل النفس كبيرة من الكبائر التي تستوجب غضب الله وعذابه فى الآخرة، وقد جعل الله قتلَ نفسٍ واحدة كقتل الناس جميعًا؛ فقال تعالى {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
وقال شيخ الازهر انه يتمنى أن يتنبَّه الجميع إلى أن هذا الحادث وأمثاله هو طريق مُعبَّد لإشعال الحروب الدينية بين أبناء الوطن الواحد، وبخاصة بعد أن نجَّا الله مصر من هذه الحروب بفضله تعالى وبيقظة شعبها وقادتها، ويُطالب الجميع بأن يتيقَّظوا لمثل هذا المخطط، وأن يعملوا على إجهاضه أولًا بأول.والأزهر الشريف إذ يتقدم بخالص العزاء إلى أسرة القمص أرسانيوس وديد، والإخوة المسيحيين، فإنه يدعو الله - تعالى - أن يحفظ مصر بحفظه وقوته، وأن يديم على أهلها نعمتي الأمن والأمان.
مفتي الجمهورية يدين
وأدان فضيلة الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- بأشد العبارات حادثَ مقتل القمُّص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء محرم بك والقديس بولس- كرموز بالإسكندرية، إثر الاعتداء عليه وطعنه بسكين في رقبته.
وأكَّد مفتي الجمهورية في بيان له أن المسلمين والمسيحيين في مصر نسيج وطني واحد ويد واحدة في مواجهة قوى الشر، مشددًا على أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي جزء لا يتجزأ من جهود التجديد ومواجهة التطرف، وأن إطلاق الاستراتيجية بمثابة تجفيف لمنابع الإرهاب.
وأوضح مفتي الجمهورية أن نموذج الوحدة الوطنية والتعايش والمحبة بين المصريين جميعًا دون أي لون من التفرقة نموذج يُحتذى به ويدرَّس، وأنه لن تستطيع قوى الشر أن تنال من قوة ومتانة الوحدة الوطنية والنسيج الوطني الواحد.
وتوجَّه المفتي بخالص العزاء والمواساة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وللكنيسة المصرية وأسرة القمُّص أرسانيوس وديد وذويه وكل محبيه، سائلًا المولى عزَّ وجلَّ أن يحفظ مصرنا الغالية ويديم عليها نعم الأمن والأمان والاستقرار.
ونعت الطائفةُ الإنجيلية بمصر، وعلى رأسها الدكتور القس أندريه زكي، استشهادَ القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بكرموز الإسكندرية، بعد جريمة اعتداء وحشية، موكدًا أن مثل هذه الأعمال الشريرة، لن تنال من صلابة الوطن ومحبة المصريين الأصيلة.
وتقدم الدكتور القس أندريه زكي، بخالص العزاء لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشعب الكنيسة المصرية، وجميع المصريين.
إدانات حقوقية
وتقدمت السفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وأعضاء المجلس، بالعزاء وصادق المواساة إلى البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ولكافة بنات وأبناء مصر، في الحادث الذي أدى لمقتل القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بالإسكندرية.
وأكدت خطاب أن الحق في الحياة، أهم حق من حقوق الإنسان، وأن المجلس يؤكد إدانته القاطعة للعملية الإجرامية وراء القتل، حيث أنها تتنافى مع كافة الشرائع والقيم والأعراف الدينية والإنسانية وتشكل أفدح الجرائم، وتعبر عن خلل نفسي وقيمي جسيم ويستهدف أمن وسلامة المجتمعات.وطالبت رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، بتطبيق القانون بشفافية وحسم علي مرتكب الجريمة.
تحقيقات النيابة
وكان المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، امر بسرعة إنجاز التحقيقات في واقعة قتل القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك بمحافظة الإسكندرية.
وكانت النيابة العامة تلقت إخطارًا بضبط الأهالي لشخص اعتدى بسلاح أبيض على كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك أثناء سيره بطريق الكورنيش، وقد تُوفي المجني عليه بالمستشفى متأثرًا بإصاباته من جراء ذلك الاعتداء، وبعرض الأمر على المستشار النائب العام أمرَ بالتحقيق العاجل في الواقعة.
وانتقلت النيابة العامة على الفور لمناظرة الجثمان، فتبينت ما به من إصابات، وندبت الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه بيانًا للإصابات وسبب الوفاة، كما عاينت مسرح الواقعة، وكلفت الشرطة بإجراء التحريات العاجلة حول الواقعة.
وقد عُرِض المتهمُ على النيابة العامة لاستجوابه، وذلك بعد أن قام الأهالي بضبطه والتحفظ عليه وعلى السلاح الذي استخدمه، حتى وصلت قوات الشرطة، وجارٍ استجوابُه، وسؤالُ شهود الواقعة، واستكمالُ التحقيقات.