د. أحمد إسماعيل يكتب: الدراما بين الحقيقة والمتاجرة بعِرض الوطن
بعد مشاهدة اعلانات المسلسلات والبرامج وبعض الفواصل الإعلانية المشتملة على مشاهد من هذه الاعمال فمن الواجب على علماء الاجتماع دراسة اثر الدراما الرمضانية على ارتفاع معدلات الطلاق، فضلا عن أثرها الواضح على زيادة معدلات البلطجة.
حالة من الإفلاس الفني الواضح تستهدف الشعب المصرى بكل مستوياته الاقتصادية والاجتماعية، تعمد الإساءة للطبقة الوسطى، وكشف المستور من انحلال صارخ في الطبقة العليا والتدمير المعنوى الممنهج للطبقة الدنيا بالمجتمع المصري.
ومحصلة كل هذا إساءة ومتاجرة بعرض الوطن في العالم كله.. وهكذا أصبح الفن مرآة لتزييف حقيقة المجتمع، والتركيز على المساوئ وتجاهل اى مميزات حتي أصبحت الصورة الذهنية عن المصريين أنهم ما بين منحلين ومقهورين، والصورة الذهنية عن نساء مصر أنها إما غانية أو بلطجية أو جاهلة ومتخلفة.. فعلا شيء سخيف.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يكون العلاج للانفلات الفني بفرض الوصاية على الفن، ام ساعتها تنعق الاصوات بتكبيل الحريات وتكميم الأفواه ؟؟
ولصالح من تزيد معدلات الانحلال والجريمة وأمراض المجتمع نتيجة نشرها وبثها في نفوس النشء حتى صارت الاحوال على ما هى عليه ؟؟
* يا اهل الفن لا تفريط ولا إفراط، لابد من الملاءمة المنسجمة بين قدرتكم على العرض، والغرض من العرض.
لا تتشدقوا بأن ما تقومون بعرضه هو تجسيد للواقع، بل هو نشر لرذائل واقع سيء قد يكون علاج الكثير من امراضه بتجاهلها والتعرض غير المباشر لعلاجها وليس بتسليط الاضواء عليها. يا اهل الفن صورتنا في الخارج أصبحت شيء لا نحسد عليه.
عندما يكون الفن هادف للربح فقط، يؤدي لضياع القيم وتفتيت المجتمع....
لله الامر