من الفحم للبوتاجاز.. حكاية أقدم محل كنافة في السيدة عائشة|فيديو وصور
قبل أكثر من مائة عام، كان هذا المحل العتيق متواجدا كما هو، في منطقة السيدة عائشة بمصر القديمة، ينتظر قدوم شهر رمضان المبارك، إيذانا ببناء فرن الكنافة هذا النوع الشهي من الحلويات الشرقية التي ارتبطت بشكل وثيق بشهر رمضان منذ مئات السنين، لا يمكن أن يهل علينا شهر الصوم ولا نجد عم محمد جابر الستيني الذي ورث مهنة صناعة الكنافة والقطايف من والده، يجلس أمام محله في حين يعمل أبناؤه البنين والبنات الذين تشربوا المهنة ليكملوا المسيرة من بعده.
خلال جولة لفيتو في أقدم محال الكنافة بالسيدة عائشة، وفي لمحة سريعة ورحلة قصيرة عبر الزمن وقفنا على حكاية هذا المكان العتيق، وتلك المهنة التي ظلت محتفظة بتفاصيلها القديمة حتى اليوم، فصانع القطايف يقف في موقعه وكذلك صانع الكنافة البلدي والآلية تلك التي لا يعترف بها العم محمد جابر ويعتبر أن مذاق الكنافة البلدي هو الأجمل والأكثر التصاقا بأجواء رمضان القديمة:"الكنافة الآلي دي ديكور بس شكل لكن طعم مفيش البلدي هي الأساس" لكن مازال الإقبال على شراء الكنافة الآلي يجعل عم محمد جلال يتمسك ببيعها حتى الآن.
يعود عم جلال معنا إلى الوراء يحكي لنا كيف تطورت الصناعة من استخدام الفحم لتسوية الكنافة وقت لم يكن هناك الغاز أو الجاز "أيام جدي كانوا بيستخدموا الفحم مفيش غاز ولا جاز كانوا بيولعوا الكراتين والشجر، بعد كدة أبويا اشتغل بالجاز وأنا اتعلمتها منه"، لم يكن هناك رواجا كبيرا للكنافة الآلي مثلما الحال الآن كان عم محمد يبني الفرن المخصص لصناعة الكنافة وبجوارها القطايف، على مدار الشهر، وبعد أن ينقضي الشهر المبارك يتحول المكان إلى محل لصناعة الفطير المشلتت والبيتزا والعديد من المعجنات المختلفة.