إحياء النصر للسيارات.. عملاق الصناعة المصرية يستعد لإعادة أمجاد الماضي
على قدم وساق تجهز الحكومة المصرية شركة النصر للسيارات التي تتبع الشركة القابضة للصناعية المعدنية لأدوار كبرى في سوق السيارات المصري، لكن بعد إنهاء أزماتها بحسب ما نشرته الجريدة الرسمية للدولة أمس، وأكدت أن هناك محاولات لتوفيق أوضاع الشركة خلال 3 سنوات من الآن عملا بأحكام القانون رقم 185 لعام 2020.
وحش القرن الماضي يعود مرة آخرى
وبتنشيط النصر للسيارات تعود أمجاد الشركة في القرن الماضي، بعد أن تراجع الكيان الضخم على مدار العقود الثلاثة الماضية بسبب تراكم الأزمات والمشكلات المتعلقة بالقطاعات الفنية والتسويقية وغيرها، لكن من حسن حظ الشركة أن وزير قطاع الأعمال هشام توفيق، كان رجل سيارات في المقام الأول قبل دخوله الوزارة.
رجح أيضا كفة بقاء الشركة وعدم تصفيتها حجم المديونيات الأقل مقارنة بالكيانات التي قررت الحكومة التخلص منها على شاكلة شركة الحديد والصلب، فانتقلت النصر للسيارات من جدول الكيانات التي تستعد للتصفية الذي بقيت عليه لما يزيد على 10 أعوام، إلى خانة الكيانات الوطنية الضخمة التي تتأهب لاستعادة عصرها الذهبي.
على جدول الشركة
وتستهدف النصر للسيارات حاليًّا الاستمرار في تطوير كفاءة خطوط الإنتاج التي تشمل مبنى مصنع تجميع السيارات وخطوط تصنيع الأجزاء، إلى جانب عمليات إصلاح البنية التحتيتة، وشبكات المياه والصرف، وخطوط الإمدادات.
كما تضع الشركة على جدول أعمالها إنتاج الأتوبيسات والجرارات والمقطورات ومركبات النقل والملاكي وقطع الغيار، ولن تكتف بذلك، إذ يمكنها قانون شركات قطاع الأعمال العام المعدل من التجارة في المركبات والمشاركة مع شركات أخرى في عمليات الإنتاج والاستيراد والتصدير والمناطق الحرة وإقامة مراكز خدمة وصيانة بما يوسع مساحة الفرص أمام الشركة ويفتح الباب أمامها لاستعادة ما فاتها طوال السنوات الماضية.
عن شركة النصر للسيارات
شركة مصرية تقع في وادي حوف بحلوان، وتعد أول شركة لـصناعة السيارات في مصر والشرق الأوسط، وأسست ضمن مشروع القيادة الناصرية في ذلك الوقت والمسمى "من الإبرة إلى الصاروخ" بهدف إنشاء مشروع قومي لنهضة صناعية كبرى في مصر والوطن العربي.
تأسست شركة النصر للسيارات سنة 1959، وتم افتتاح خطوط التجميع في وادي حوف عام 1960، وتوالت عقود مشروعات تصنيع سيارات الركوب مع شركة NSU الألمانية وشركة فيات الإيطالية، والجرارات الزراعية مع شركة IMR اليوغسلافية والمقطورات مع شركة بلاوهيرد الألمانية،
كانت النصر للسيارات من الشركات القليلة في الشرق الأوسط التي تنتج اللوري والأتوبيسات والجرارات الزراعية وسيارات الركوب، وتطور إنتاج الشركة لسنوات طويلة بعد إنشائها بفضل العمالة الماهرة والمدربة عن طريق أكبر مراكز التدريب الألمانية.
لكن مع بداية التسعينيات واتجاه الحكومة للتركيز على إنشاء مصانع خاصة لإنتاج وتجميع السيارات، بجانب تركيزها على استقطاب شركات عالمية لإنشاء مصانع لها في مصر بموديلات حديثة مقارنة بما كانت تقدمه "نصر" من موديلات قديمة، تدهور الحال في الشركة وتدنت المبيعات ما أدى لتراكم الديون عليها.