رئيس التحرير
عصام كامل

لبنان الأخيرة.. ماذا يعني الإفلاس وطرق تسوية الديون

لبنان
لبنان

أعلنت الدولة اللبنانية إفلاسها اليوم وهي الدولة التي تعاني من أزمات طاحنة في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى العديد من الأزمات السياسية.

تسبب التأخير في الحصول على قرض صندوق النقد الدولي في إفلاس الدولة اللبنانية وهي ناتجة وناجمة عن التراكمات والأزمات السياسية والاقتصادية التي منها لبنان.

ويتساءل عدد كبير عن الأسباب التي تؤدي إلى إفلاس الدول ومصير الأصول والممتلكات التابعة لها وطرق تسديد ديونها وغيرها من الاسئلة التى يتم طرحها مع أعلن دول إفلاسها.

الإفلاس والأصول

بشكل عام، الدول لا تفلس، بالشكل الذي تراه الشركات الاستثمارية، ولا يمكن أن تقوم المحكمة الدولية بوضع يدها على أصول وممتلكات الدولة لبيعها وتسديد مستحقات الدائنين، كما تفعل مع الشركات فالدولة لها سيادتها الخاصة ولا يسمح القانون الدولي بتجاوزها.

يحدث الإفلاس في الدولة هي عندما تكون عاجزة عن سداد ديونها، وغير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية الأخرى مثل دفع الرواتب والأجور ودفع ثمن ما تستورده من البضائع والسلع، وفي مثل هذا الوضع تكون الدولة ضعيفةً ماليًا، لا تستطيع تسيير الأمور الاقتصادية والاجتماعية.

انخفاض الإيرادات

ومن أهم أسباب إفلاس الدولة هو انخفاض حاد في الإيرادات العامة مما قد يؤدي إلى ارتفاع في المديونية أو لسبب أزمة اقتصادية خانقة نتيجة لسياسات وقرارات خاطئة، أو لسبب خسارة الدولة للحرب مع دولة أخرى

وقبل إعلان الدولة إفلاسها، تلجأ إلى اتخاذ إجراءات صعبة للغاية مثل زيادة الضرائب وخفض النفقات العامة ووقف التوظيف في القطاع العام، وقد تلجأ إلى البلدان الصديقة أو المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي أو نادي باريس لإقراضها وإنقاذها من الوضع المالي الصعب.


تراجع الاستثمار 

وعلى الصعيد الخارجي وكعقاب على التعثر في السداد، تصدر وكالات التصنيف الائتماني تحذيرات بشأن الاستثمار في الدولة المفلسة، كما تتم تسوية الديون أو إعادة هيكلتها بين الحكومات المتعثرة والدائنين دون وجود قوانين دولية تنظم هذا الأمر، ولكن التفاوض بشأنها يكون مكلفا ومرهقا لجميع الأطراف.


دول أعلنت إفلاسها

في القرن الـ16، أشرف ملك إسبانيا، فيليب الثاني، على أربعة إفلاسات في بلده. ونقضت اليونان والأرجنتين التزاماتهما تجاه مالكي السندات سبع وثماني مرات على التوالي خلال القرنين الماضيين. ومعظم الدول أصابها الإفلاس مرة في الأقل في تاريخها.

حين يعجز بلدٌ ما عن الدفع لدائنيه في الوقت المحدد، يدخل في حالة "التوقف عن الدفع"، أي ما يوازي الإفلاس. ولكن الافلاسات السيادية تختلف عن إفلاس الشركات، لأنه من الأصعب بكثير على الدائنين أن يستملكوا أصول كيان سيادي، من أن يضعوا يدهم على أصول شركة خاصة. 

بعد إفلاسها عام 2001 مع ديونٍ تجاوزت الـ81 مليار دولار، عرضت الأرجنتين على دائنيها أن تدفع ثلث ما يترتب عليها. 

وحين وقعت اليونان في الإفلاس عام 2012، أُجبر مالكو السندات الحكومية على تحمل خسارة بلغت حد 50 في المئة من قيمة سنداتهم الأصلية وهو ما يسمى بعملية "قص الشعر" (Hair Cut). في حالاتٍ أقل حدة، من الممكن للحكومات أن تعيد هيكلة دينها عبر طلب المزيد من الوقت للدفع. ينتج عن هذا الفعل خفض قيمة السند ما يوقع المستثمرين في الخسارة، وهو الخيار الذي كان مطروحًا لحالة أوكرانيا.

دول القارة الأوروبية

ولا بد من الاشارة إلى أن قرابة نصف دول القارة الأوروبية، و40 في المئة من دول أفريقيا، و30 في المئة من دول آسيا أعلنت خلال القرنين السابقين إفلاسها. وكانت الولايات المتحدة وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة والصين أبرز الدول التي أعلنت إفلاسها وعجزها عن سداد ديونها الداخلية أو الخارجية خلال القرنين الماضيين. وأعلنت ألمانيا إفلاسها ثماني مرات خلال 200 عام.

الجريدة الرسمية