مقامات ومزارات.. سر رسالة السيدة نفيسة لأحمد بن طولون..فيديو
تقدم "فيتو"، اليوم، وكل يوم، طوال شهر رمضان المبارك، برنامج "مقامات ومزارات"، الذي يعده ويقدمه الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، وبعدسة كل من ريهام صالح، وحسام عيد.
ويعرض البرنامج في الحلقة الثالثة اليوم، الثلاثاء، الساعة 1 ظهرًا، قصة حياة السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي.
والسيدة نفيسة حفظت القرآن الكريم، وكثيرًا من أحاديث جدها، صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت تذهب إلى المسجد النبوى، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه.
نفيسة العلم
وفتحت بيتها لطلاب العلم تروي لهم أحاديث رسول الله، وتفتيهم في أمور دينهم ودنياهم، حتى أطلقوا عليها "نفيسة العلم".
زوَّجها والدها من ابن عمها؛ إسحاق المؤتمن، بن جعفر الصادق، رضي الله عنهم، وبزواجهما اجتمع نور الحسن والحسين، وأصبحت السيدة نفيسة "كريمة الدارين".
استمرت في حياة الزهد والعبادة، كانت تقوم الليل وتصوم النهار، حتى طلب منها زوجها أن تترفق بنفسها، فقالت: "من استقام مع الله كان الكون بيده، وفي طاعته". وقيل إنها حجت ثلاثين مرة.
وفى عام 193 هجرية، حضرت السيدة نفيسة إلى مصر، بصحبة والدها وزوجها، واستقرت في الفسطاط.
الثورة على ابن طولون
ولقد قادت ثورة الناس على ابن طولون، لما استغاثوا بها من ظلمه، فكتبت ورقة، ولما علمت بمرور موكبه خرجت إليه، فلما رآها نزل عن فرسه فأعطته الرقعة، وفيها: "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخُوِّلتم ففسقتم، ورُدَّت إليكم الأرزاق فقطعتم.
هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة، لا سيما من قلوب أوجعتموها، وأجسادٍ عرَّيتموها، فمحالٌ أن يموت المظلومُ، ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنا الى الله متظلمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". فتأثر ابن طولون، ومن وقتها سار بالعدل.
حفرت قبرها بيدها
فى دارها حفرت قبرها بيدها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا حتى إنها قرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة.
وبعد سبع سنوات من الاقامة في مصر، مرضت، وكانت صائمة كعادتها، فألحوا عليها أن تفطر، لكنها صممت على الصوم، لتلقى ربها صائمة، ثم راحت تقرأ بخشوع من سورة الأنعام، حتى وصلت إلى قوله تعالى: "لهم دار السلام عند ربهم، وهو وليهم بما كانوا يعملون"، ففاضت روحها إلى بارئها.