القومي للبحوث: الصيام يقلل فرص الإصابة بالأمراض ويحمي من كورونا
تحتل شعيرة الصوم مكانة بارزة في تأثيرها على الصحة بصفة عامة وعلى المناعة بصفة خاصة حيث تبين أن صوم رمضان يساعد على تقليل ضغط الدم المرتفع وتحسين مستوى الكوليسترول وكذلك مستوى السكر في الدم كما أنه قد يكون عاملا وقائيًا وعلاجيًا مساعدًا في أمراض السرطان، كما ان له دورًا فعالًا في تقوية جهاز المناعة.
وتقول الدكتورة إيمان مصطفى أستاذ بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث إن الجهاز المناعي في جسم الإنسان يقوم بعمل منظومة كبيرة من العمليات الحيوية لحماية الجسم من الأمراض والسموم والخلايا السرطانية.
آلية عمل جهاز المناعة
وأشارت إلى أن جهاز المناعة يتكون من كرات الدم البيضاء والكثير من البروتينات مثل السيتوكين والأجسام المضادة ويتكون جهاز المناعة أيضًا من الأنسجة مثل الجلد وقرنية العين والغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي والهضمي والتناسلي والطحال والغدد الليمفاوية واللوزتين والزائدة الدودية والنخاع العظمي والغدة الزعترية.
وأوضحت أستاذة التغذية أن جهاز المناعة يعمل وفق نظامين مناعيين: مناعة فطرية أو طبيعية وهي المتوارثة من الآباء ومناعة مكتسبة نتيجة الإصابة بمرض أو أخذ التطعيمات المختلفة.
دور الصيام في تقوية جهاز المناعة
وجد ان الصيام يسهم بدور كبير في تقوية كل من المناعة الطبيعية والمكتسبة. وبينت دراسة أمريكية أن الصيام لساعات طويلة يحفز نشاط جهاز المناعة فيتخلص من الخلايا الميتة أو التالفة التي لا يحتاجها الجسم ويساعد على إنتاج خلايا جديدة مما يعزز المناعة.
تأثير الصيام المتقطع
وأشارت الدكتورة إيمان مصطفى إلى أنه تم إجراء العديد من الأبحاث حول تأثير الصيام المتقطع (مثل صيام رمضان) الذي يستمر حوالي 16 ساعة أو أكثر على الخلايا المناعية فوجد ان هذه الخلايا تغادر مجرى الدم أثناء الصيام وتلجأ إلى نخاع العظم المعروف بغناه بالمواد الغذائية لتبدأ بالتكاثر وتعزيز طاقتها ونشاطها وقدرتها على حماية الجسم وتقليل فرص الإصابة بالأمراض مثل كورونا.
وأضافت أن الصيام يحفز إفراز العديد من البروتينات التي تساعد بدورها في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي وإصلاح الحمض النووي وتقوية المناعة وزيادة القدرات المعرفية، كما يؤثر الصيام على مايكروبيومات الأمعاء فتقوم بحبس العناصر الغذائية عندما يكون الطعام محدودًا مما يؤدي إلى منع الجراثيم من إكتساب الطاقة التي تحتاجها للإصابة بالمرض.
وأوضحت الأستاذة بالمركز القومي للبحوث أن الصيام يزيد من إفراز مادة الإندروفين المسببة للسعادة والتي بدورها تعدل من إنتاج الأجسام المضادة من الخلايا المناعية فتهدئ جهاز المناعة، كما يُزيد الصيام من قدرة كرات الدم البيضاء فيقويها للقضاء على الميكروبات مما يقلل فرص العدوى.