وصفوها بـ"عيد النسوان" وكانت شرطا بعقد الزواج.. حكايات وروايات عن ليلة رؤية هلال رمضان
طقوس ومظاهر رمضانية تنفرد بها مصر بل خرجت من مصر إلى سائر البلاد الأخرى منها ليلة الرؤية كانت ومازالت من أهم الليالى الرمضانية ولها احتفاليات منذ صدر الإسلام، وكذلك الفانوس عرف في مصر وتركزت صناعته في منطقة تحت الربع، وأيضا السير الشعبية وظهور مهنة الراوى .
وقد بدأ خروج اول قاض لرؤية هلال رمضان عام 155 هـ وهو القاضي عبد الرحمن ابن لهيعة الذى خرج لرؤية هلال شهر رمضان وتبعه بعد ذلك القضاة، وكان رصد الرؤية يتم بوضع دكة على سفح جبل المقطم عرفت بدكة القاضي يجلس عليها لنظر الأهلة.
بداية الاحتفال
ويحكى الدكتور خالد أبو الليل أستاذ الادب الشعبى ووكيل كلية الاداب جامعة القاهرة عن خصائص وعادات رمضان في مصر بدءا بليلة الرؤية في العهد الفاطمى حيث قام القائد بدر الجمالى بتشييد مسجد على سفح جبل المقطم واتخذ من مئذنته مرصدا لرؤية هلال رمضان في اليوم التاسع والعشرين من شعبان، وكان الخليفة يخرج في مهرجان كبير لرؤية الهلال وكانت النساء في مصر تسير في موكب الخليفة لرؤية الهلال مرددين الاشعار والتواشيح.
احتفالات الرؤية
وأضاف الدكتور خالد أبو الليل إن النساء شاركت مع الرجل جنبا الى جنب في احتفالات الرؤية لدرجة ان احد الرحالة الاتراك اطلق على يوم الرؤية "عيد النسوان " وكان هذا الحضور ضروريا لدرجة انه كان يشترط في عقد الزواج الا يمانع الزوج من خروج الزوجة ومشاركتها في احتفالات الرؤية.
أيضا كان وجود الفانوس في العهد الفاطمى لخدمة المرأة تقديرا لها حيث كانت تخرج يصحبها غلام يمشى امامها وهو يحمل فانوسا مضاءا يضئ لها الطريق لدرجة انه كان من يرى غلاما يحمل فانوسا مضاءا يتيقن ان هناك امرأة فيفسح لها الطريق.
والفانوس من الصناعات الشعبية الثقافية كان يصدر الى جميع انحاء العالم الا انه تاه كصناعة بعد سيطرى الفانوس الصينى على الأسواق، فنحن دائما نفرط في أشياء هي من صميم تراثنا،
ويرى الدكتور أبو الليل انه يمكن ان يعاد النظر في مسألة تصنيع الفانوس المصرى وتصديره ويرجع الى أصله بدلا من استيراده وان يكون طرح صناعته ضمن المشروعات الصغيرة.
أما السير الشعبية في رمضان فقال الدكتور خالد أبو الليل انها أساسا مرتبطة بشهر رمضان حيث كان لايوجد تليفزيون ولا إذاعة وكانت المقاهى هي أداة التسلية فكان كل صاحب مقهى يتعاقد مع راو شعبى للحكى قبل مجئ رمضان وقد بدأ بسيرة عنترة ابن شداد، الظاهر بيبرس، السيرة الهلالية.
مواقف ضاحكة
يروى الراوى فى حكايته القصة ويبدأ اليوم التالى من النقطة التي توقف عندها في اليوم السابق حتى يصل الى نهاية القصة فى الحلقة الثلاثين، ويحكى الدكتور خالد أبو الليل موقفا فكاهيا من التراث ن كان الراوى يحكى في قصة عنتر ابن شداد وتوقف في يوم عند أسر النعمان المنذر لعنتر ابن شداد، فحزن جميع المستمعين للحكاية ومنهم رجل لم ينم فأخرج ما معه من نقود كان مدخرها للزمن وذهب الى بيت الراوى ليلا واعطاه ما معه من مال يدفعها ليخرج عنترة من الاسر، وظل الراوى يحكى والرجل يدفع له حتى وصل الى الجزء الذى خرج فيه عنترة من الأسر، فاستراح الرجل وعاد الى بيته لينام بعد ان دفع كل ما معه من أموال للراوى ليفرج عن عنترة.