لماذا يشعر العالم بالرعب من تنامي استخدام المرتزقة في الصراعات والخلافات الدولية؟
رغم كل ما يحدث في أوكرانيا من أحداث، واهتمام العالم كله بها، لكن ظاهرة المرتزقة وتجنيدهم للدفاع عن أهداف عسكرية وأمنية ليسوا معنيين بها لازالت تثير قلق العالم، وترصد العديد من التقارير الإعلامية والصحفية تخوف الباحثين من تحول القضية إلى ظاهرة تتنافس عليها دول العالم بما يهدد الأمن والسلم الدولي.
شركات تعبث بأمن العالم
وتقول الدكتورة سنية الحسيني، الباحثة في شئون العلوم السياسية، أن المرتزقة والشركات الأمنية الخاصة العابرة للحدود يعبثون بأمن العالم، ويمهدون الطريق لظهور جماعات إرهابية لا تخضع لمبادئ العدالة وقواعد القانون.
وأضافت الحسيني أن الانقلابات والحروب الأهلية في إفريقيا وظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان خلال فترة الحرب الباردة، وظهور داعش وغيرها من الجماعات الدينية أنتج المرتزقة والشركات الأمنية التي أصبحت تقوم بتجنيد هؤلاء لخدمة أهدافها الخاصة.
واختتمت الباحثة بإعلان تخوفها من مصير أوكرانيا خلال الفترة المقبلة بعد استخدام الأطراف المتصارعة للمرتزقة على ما يجعل هذه البلاد مرشحة لمستقبل يوزاي بلدان الشرق الأوسط، التي مزقتها الحروب وعانت من المرتزقة ولا تزال، على حد قولها.
لاقيمة ولا قيم يحملونها عند عودتهم
أما عاطف الغمري الكاتب والباحث، فيرى أن الشواهد تدل على أن انتشار المرتزقة في أوكرانيا ظاهرة ستكون لها، تداعيات ليست منظورة حتى الآن، مردفا: الآن تتصدر عمليات جلب المرتزقة المقاتلين من الجانبين في أوكرانيا عناوين الأحداث ويبدو لافتًا للنظر أن الجميع يرغب في تسميتهم بالمرتزقة.
وأكد أن هؤلاء المقاتلون بأجر سوف يعودون إلى بلدانهم، حين تتوقف المعارك، منهم العائدون إلى أوروبا، ومنهم من جاؤوا من دول الشرق الأوسط والأخيرون يسبقهم تاريخ سلوكياتهم في إشاعة عدم الاستقرار في ليبيا، ومن لا تزال فلولهم تسعى لاستعادة نشاطها في سوريا والعراق.
واختتم حديثه قائلا: سيعودون حين تتوقف الحرب إلى البلاد التي جاؤوا منها مزودين بخبرات قتالية جديدة، وبعلاقات مع أشباههم في المهنة من دول أوروبا، وقضيتهم في الأصل نشر الفوضى، فهم ليسوا أصحاب قضية وطنية أو إنسانية، على حد قوله.