بعد 33 يوما من الحرب الروسية الأوكرانية.. قنبلة بوتين تزلزل الغرب.. والصين تدخل على خط الأزمة
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية يومها الـ33 وسط آمال نزع فتيل الأزمة وإيقاف عجلة الحرب الدائرة في كييف بعد إعلان وصول الوفد الروسي إلى تركيا تمهيدًا لبدء جلسة المفاوضات مع الوفد الأوكراني في وقت لاحق بالتزامن مع دوي صفارات الإنذار في كييف بعد الإعلان عمدة العاصمة الأوكرانية عن مقتل 100 ألف شخص منذ بدء العملية العسكرية الروسية مع معلومات باستعداد الجيش الروسي لشن هجمات صاروخية جديدة على أوكرانيا من بيلاروسيا.
33 يومًا من الحرب بين روسيا وأوكرانيا
وعلى الرغم من استمرار قرع طبول الحرب بين موسكو وكييف لم ينسَ وفدي أوكرانيا وروسيا أسبوعين من المفاوضات المضنية عبر الإنترنت قبل أن يؤكد رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي بدء جولة جديدة من المفاوضات المباشرة مع الوفد الأوكراني غدًا الثلاثاء في أنقرة مشددًا على أن الاجتماعات المباشرة سوف تسمح بمزيد من المفاوضات الأساسية مقارنة بالإنترنت، لافتة إلى أنه لا يعول على تحقيق نتائج كبيرة في جولة المفاوضات التركية قائلًا: "حتى الآن، للأسف، لا نستطيع توقع إحراز أي نجاحات أو إنجازات كبيرة".
فيما حملت جولة المفاوضات المزمع عقدها غدا الثلاثاء مجموعة من المفاجأت بعد إعلان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن أقصى طموحنا في المحادثات مع روسيا هو التوصل لوقف لإطلاق النار فيما ألمح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حوار مع وسائل إعلام روسية لإمكانية دراسة مبدأ حياد بلاده خلال المفاوضات مع روسيا وعدم التسلح النووي بشرط الحصول على ضمانات أمنية من موسكو خلال المفاوضات لافتًا إلى أن رفضه لقوات حفظ سلام "تجعل النزاع واقعًا مجمدًا"، مؤكدًا في الوقت نفسه تفهمه إلى مبدأ إخراج روسيا من كامل الأراضي الأوكرانية سيطلق حربًا عالمية مشددًا على أن بلاده أصبحت مدمرة أكثر من الشيشان خلال حربها في تصريحات تعبر عن مرونة كبيرة في موقع أوكرانيا مع مطلب موسكو.
وبالتزامن مع آمال الحل أعلن الاتحاد الأوروبي، في بيان اليوم الإثنين، رفضه دفع ثمن واردات الطاقة الروسية بالروبيل، ردًّا على توجيهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحكومة في موسكو إلزام الدول التي تصنفها بلاده على أنها غير صديقة، بشراء الغاز بالروبل.
بترو بتكوين بدلًا من بترودولار
ووضعت روسيا خططًا لمواجهة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل دول الغرب، حيث تخطط موسكو لبيع النفط والغاز بعملة البتكوين المشفرة أو الروبيل الروسي، وذلك بدلًا من استخدام الدولار الأمريكي أو اليورو الأوروبي فيما ارتفعت قيمة العملة المشفرة لتتجاوز الـ 45 ألف دولار، وذلك نتيجة تبني موسكو لشعار "بترو بتكوين بدلا من بترودولار.
ووصف عدد من الخبراء قرار روسيا بالقنبلة الاقتصادية لمواجهة العقوبات الغربية، في إشارة إلى تعزيز قيمة الروبل أمام الدولار الأمريكي لافتين إلى أن روسيا تحتل المركز الثالث في قائمة الدول الأكثر تعدين للعملات المشفرة بحسب تصنيفات البنك المركزي الروسي في إشارة إلى ضغط جديد من روسيا على الدول الغربية للتراجع عن سياسة العقوبات.
لتدخل الصين على خط الأزمة عقب رفضها تكهنات تقول إن بكين تحاول الالتفاف على العقوبات الدولية ضد روسيا عقب أعلن السفير الصيني في الولايات المتحدة الأمريكية، تشين جانج، أن بلاده سترد على أي عقوبات ستفرضها واشنطن عليها، مؤكدًا أن الصين لن تخضع لضغوطات وتهديدات أمريكا بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية.
الصين
ليرفع المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وين بين حدة التوتر في مشهد رافض للزج بالصين في حرب العقوبات على موسكو مؤكدًا أن بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية ما تعتبره حقوقها ومصالحها المشروعة في تهديد يعقد الأزمة العالمية التي أشعلتها الحرب الروسية الأوكرانية.
ونوه وانج وين في تصريحاته، بأن المشكلة ليست في أن هناك من يساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات، قائلًا: "لقد تعرضت الدول التي لها علاقات تجارية واقتصادية منتظمة مع روسيا، ومن بينها الصين، لأضرار لا مبرر لها".
لتنطلق طيور النار المصاحبة لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية في يومها الـ 33 خارج أراضي موسكو وكييف وتنزر بعواقب وخيمة قد تزج بالعالم في أتون حرب عقوبات اقتصادية تستهلك الجميع دون تمييز يتكبد فيها الاقتصاد العالمي خسائر فادحة.