دراسة بريطانية تكشف عن استخلاص جين يحمي القمح من الأمراض
استخلص فريق بحثي من مركز جون إينيس ومختبر سينسبري البريطانيين وجامعة مينيسوتا الأمريكية، جينا مقاوما لمرض صدأ الساق، من عشبة تدعى عشبة الماعز البري، بعد تطوير أول خريطة جينوم دقيقة لها.
عشبة الماعز البري
وتنمو عشبة الماعز البري بكثافة في مناطق جنوب لبنان وشمال فلسطين، وهي نبتة مغمورة بالنسبة للباحثين، ولم تخضع إمكانياتها الوراثية للدراسة من قبل، رغم قرابتها الجينية من القمح.
واستخدم العلماء الخريطة الجينية وتقنية تدعى البحث عن الطفرات، لمسح جينوم العشبة، بحثا عن طفرات تحصن القمح من مرض صدأ الساق الذي يشكل معضلة عانى منها المزارعون لآلاف الأعوام.
وعثر الباحثون على جين ”إس آر 62“ وعزلوه ثم نقلوه إلى نبات حساس للمرض، وأثبت جدواه في تقديم حماية قوية ضد جميع السلالات المختبرية من فطر صدأ القمح.
وقال الدكتور جوتاي يو، من مركز جون إينيس، المؤلف الأول للدراسة المنشورة في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز الأمريكية: ”كانت رحلة شاقة استغرقت أعواما عدة، لكننا وجدنا أخيرا هذا الجين الذي يعطي مقاومة واسعة الطيف، إلى درجة أننا لم نجد بعد أي عامل ممرض يستطيع التغلب عليه“، وفقا لموقع ساينس دايلي.
ويسعى الفريق إلى زرع الجين الجديد مع عدد آخر من الجينات في أصناف القمح الشائعة باستخدام تقنية التعديل الوراثي، مع استمرار عمليات البحث عن جينات مقاومة جديدة في الأعشاب البرية.
وقد تشكل الدراسات الحديثة الرامية إلى تعديل القمح وراثيا لمقاومة الآفات، أو الوصول إلى قمح مقاوم للجفاف، وسيلة آمنة لتحقيق أمن غذائي عالمي.
وفي هذا الإطار، يجري الباحثون دراسات على القمح المعدل وراثيا في أمريكا اللاتينية، ما يمهد الطريق لاستنساخ الصفات المعدلة وراثيا في القمح على نطاق أوسع في مواجهة أزمة المناخ المتفاقمة.
وأشار الباحثون إلى أن الأمراض التي تصيب المحاصيل، مثل صدأ الساق، تقلل من محصول القمح بنسبة تصل إلى 21%.
ولا تتوقف المشكلة عند هذا الحد، بل تتعداها إلى الطاقة اللازمة للإنتاج التي تصل إلى 420 مليار كيلوواط، أي أن الطاقة المهدورة تكفي لإنارة 300 مليون منزل في العالم النامي.
وقد يشكل علم الوراثة من خلال تعزيز مقاومة الأمراض في النباتات، مساهمة ذات تأثير إيجابي على مستقبل الزراعة والتصدي لتغير المناخ.