سياسة الردع النووي تمنع أمريكا وروسيا من استخدام الأسلحة المدمرة للعالم
رغم التلويح المستمر خلال الأسابيع الماضية من روسيا بحق استخدام الأسلحة النووية حال تعرض سيادتها أو أمنها للخطر، والرد عليها من أمريكا بجاهزيتها لكل سيناريوهات التصعيد المحتملة، لكن استخدام النووي ليس أمرًا عبثيا، فلا أمريكا أو روسيا جاهزة للمخاطرة بالانزلاق إلى حرب من هذا النوع والتلويح بالنووي لا يخرج عن كونه استعراض للقوة وتأكيد على المكانة والجاهزية.
إرث الحرب الباردة
تقول ماريا معلوف، الباحثة في العلوم السياسية، أن الحرب الباردة الطويلة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أدت إلى ظهور خبراء جرى تسميتهم بالاستراتيجيين النوويين، وكانت فكرتهم الأساسية الإبقاء على حالة من الردع النووي بين أمريكا والاتحاد السوفييتي سابقًا ووريثته روسيا.
اضافت: الردع النووي يقوم على فكرة أن كلا من روسيا والولايات المتحدة يمتلكان أعدادًا ضخمة من الأسلحة النووية، والتي بمقدورها أن تدمر بالكامل الدولة الأخرى، مردفة: هذا الردع النووي لا يزال قائمًا وموجودًا ما بين روسيا والولايات المتحدة، لأن في ذلك سياسة تلتزمها أي حكومة روسية، وأيضا هي سياسة تلتزمها أيًا كانت الإدارة الأمريكية، سواء ديمقراطية أو جمهورية.
استكملت: أي قائد جديد لروسيا أو لأمريكا يؤكد عند وصوله إلى قمة السلطة التنفيذية، أن بلاده ملتزمة بسياسة الردع النووية، مع تعهده أيضا بتقوية دفاعات بلاده من أجل "إحلال السلام وتجنب مخاطر الحرب سواء كانت بالسلاح النووي أو التقليدي".
اختتمت: إذا كانت سياسة الردع النووي ترسم الاستراتيجية الخاصة بالأسلحة النووية في أي دولة، فالأمر الهام هو أن سياسة استخدام الأسلحة النووية هي سياسة غير متهورة وتتسم بكثير من التحفظ، وكلامن بايدن وبوتين يفهمان أن الحرب النووية لا يمكن كسبها ولا يجب خوضها أبدًا.
حرب عالمية ثالثة
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد أن إخراج روسيا من كل الأراضي الأوكرانية قد يقود لحرب عالمية وأضاف زيلينسكي: "أتفهم أنه من المستحيل إخراج روسيا من كل الأراضي الأوكرانية مشددا على أنه يريد التوصل لتسوية مع روسيا بشأن إقليم دونباس".
وتابع الرئيس الأوكراني: “الدمار في أوكرانيا أسوأ من الدمار الذي خلفته روسيا في حرب الشيشان، مشدد على أنه يريد تبادلا شاملا للأسرى مع روسيا قائلا: ”سلمنا لائحة بأسرانا للطرف الروسي".
وعلق زيلينسكي على مقترح نشر قوات حفظ سلام بين روسيا وأوكرانيا قائلًا: "لا نريد إبقاء أوكرانيا منطقة صراع دائمة، فالاتفاق مع روسيا ممكن فقط في حال سحبت قواتها من أوكرانيا".
وأردف: مستعدون لمناقشة حياد أوكرانيا وعدم تسلحها نوويا شرط وجود ضمانات أمنية، مشددًا على أن مزاعم امتلاك أوكرانيا أسلحة نووية أو كيميائية مزحة".
وفي وقت سابق أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خيبة أمله بعدم تسلم بلاده طائرات ميج 29 البولندية، قائلًا: "أشعر بخيبة أمل لأن أوكرانيا لم تتسلم طائرات ميج 29 البولندية".
وقال: "إذا لم تتسلم أوكرانيا طائرات فقد تهدد روسيا جيرانها"، مضيفًا: "من المستحيل إنقاذ ماريوبول بدون دبابات وطائرات إضافية".
مساعدات عسكرية غير محدودة
يذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب من حلف شمال الأطلسي "الناتو" مساعداتٍ عسكريةً غير محدودة؛ لكي تتمكَّن من مواجهة الجيش الروسي الذي تصده أوكرانيا حاليًا في ظروف غير متكافئة"، متهمًا موسكو باستخدام "قنابلَ فوسفورية" في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو نُشر على حسابه على "تليجرام" في وقت يجتمع فيه قادة دول أعضاء الناتو في قمة استثنائية في بروكسل: "من أجل إنقاذ الناس ومدننا، أوكرانيا بحاجة إلى مساعدة عسكرية بدون قيود.. مثلما روسيا تستخدم، بدون قيود، كل ترسانتها ضدنا".
قنابل فسفورية
واتهم الرئيس الأوكراني روسيا بأنها تستخدم "قنابل فوسفورية" في أوكرانيا بعد شهر على بداية العملية العسكرية الروسية في بلاده، وقال: "هذا الصباح كان هناك قنابل فوسفورية.. قُتل بالغون وقُتل أطفال مجددًا، ودعا إلى تظاهرات حول العالم ضد العملية العسكرية الروسية في بلاده.
وطالب، في تسجيل فيديو تحدث فيه بالإنجليزية، برفع الشعارات الأوكرانية دعمًا لبلاده ودعمًا للحرية وللحياة، وأضاف: "انزلوا إلى ساحاتكم.. إلى شوارعكم، أظهِروا أنفسكم واسمِعوا أصواتكم"