الخبز السياحي والانتصار للناس وللقانون!
بعد ساعات من تطبيق قرارات أسعار الخبز الحر الجديدة اختلف شكل الرغيف في كل مخابز السياحي -لا نعرف سر التسمية تحديدا- حتى اختلط على الناس الرغيف بسعر جنيها بشقيقه الأصغر بسعر نصف جنيها أو خمسة وسبعين قرشا!
التجربة مدهشة.. فقد أثبتت أن فرض الانضباط ممكن.. وأن إقرار سلطة القانون ممكنة.. وأن إرضاء الناس يعلو ولا يعلى عليه.. لكن المثير هو مقارنة وقائع الساعات الماضية منذ تطبيق القرار بما كان قبلها.. إذ ثبت حجم الظلم الذي تعرض له المواطن المصري طوال السنوات الماضية من بعض الجشعين.. ممن كان خبزهم لا يستحق نصف الثمن المدفوع فيه.. لكنهم اعتمدوا علي انفرادهم بمناطق بحالها يعلمون أنه يصعب علي السكان الذهاب إلى مخبز آخر في منطقة أخرى يكلفهم انتقالات ووقت ومجهود.. فباعوا لهم رغيفا بضعف تكلفته وحققوا طوال سنوات أرباحا أسطورية!
هؤلاء.. بأموالهم الحرام أمرهم إلى ربهم.. يتبقى ضمانات استمرار حالة الحشد الحالية لإنجاح القرارات.. ولا تكون بعد أيام أو أسابيع أو أشهر شدة غربال وتنتهي.. والصلاحيات كاملة ومطلقة عند رجال التموين.. رغم أن آمالنا كانت أن يتم ذلك بالضمير الحي لأصحاب المخابز لكن صدق القول الخالد "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"!