هنا إذاعة القرآن الكريم من القاهرة !
قبل ثمانية وخمسين عاما بالتمام والكمال وعند السادسة بالضبط من صباح الأربعاء 11 من ذي القعدة التي وافقت 1383هجرية و25 مارس لسنة 1964 انطلق بث إذاعة القرآن الكريم بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميا من السادسة حتى الحادية عشرة صباحا ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساء!
الإذاعة الأقدم للقرآن في العالم والتي تأسس علي هديها عشرات الإذاعات والتي أطلقها الزعيم الذي نال أكبر وأطول وأسخف وأكذب وأقذر حملة تشويه في تاريخ العالم استخدم فيها الدين من جماعات تنتسب زورا للدين وللوطن وللإنسانية وهو نفسه الزعيم الذي تأسست في عهده وبمتابعة منه كاتدرائية العباسية لتظل ولسنوات طويلة الأكبر في العالم للمسيحبين الأرثوذكس!
لم يكن الأمر وعيا بمبادئ الإسلام الحقيقي في حق الاعتقاد وحق المواطنة والحق في الحياة في وطن عادل يحيا فيه الجميع فحسب إنما كانت أيضا لأسباب مباشرة.. القصة يعرفها الكثيرين.. ويجهلها أيضا الكثيرين.. وتكرارها يؤنس من يعرفونها ويعلم من يجهلونها وليس في تكرارها مللا أو غيره حيث وجدت نسخة باهظة التكلفة من القرآن الكريم تحمل أخطاءا فادحة تقدم معاني الآيات بشكل معاكس لمعناها وقد تسربت للمسلمين في مصر ووصلت مكتبات المساجد والمدارس!
ومن رجال الدين إلي رجال الإعلام انتقل الخبر.. تسجيل القرآن مسجلا لم يكن كافيا فكان الاقتراح الذي حمله وزير الإعلام التاريخي الدكتور عبد القادر حاتم للزعيم جمال عبد الناصر الذي وافق علي الفور علي إطلاق قناة تحمل آيات الله لكل أنحاء العالم مع تفسيرها الصحيح الحقيقي.. وتفسيرها الصحيح الحقيقي يحمل نسائم الرحمة والعدل والتسامح بأصوات كبار القراء وبإشراف صاحب المصحف المعلم الشيخ الجليل محمود خليل الحصري ..
وقد كان.. وانطلقت النسائم منذئذ تحمل نور آيات الله العزيز الحكيم.. ولم تتوقف.. ولن تتوقف!