رئيس التحرير
عصام كامل

اعتراف أمريكا بانتهاكات بورما ضد الروهينجا هل يساهم في حل أزمة الأقلية المسلمة

انتهاكات بورما ضد
انتهاكات بورما ضد الروهينجا

بعد ما يقرب من 6 سنوات اعترفت أمريكا بالجرائم التي ترتقي إلى مرتبة إبادة جماعية في حق أقلية الروهينجا المسلمة في بورما، ما يفتح الباب للتساؤلات عن سر التأخير لسنوات لإعلان مثل هذا القرار، وما هي تأثيراته المنتظرة في الأقلية المضطهدة منذ سنوات.  

 

إبادة جماعية في حق الروهينجا 

يقول عبد العزيز العنجري الكاتب والباحث إن إعلان الولايات المتحدة رسميًّا حدوث إبادة جماعية في حق أقلية الروهينجا المسلمة على يد الجيش البورمي بعد مضي أكثر من 6 سنوات قرار متأخر جدًّا.

 

وأضاف: العدالة المتأخرة لا تقدم أي شيء للمتضررين، ولا تنجز أي شيء للضحايا، بل أخشى أن بعضًا من أبناء الضحايا، وغيرهم كثر من ضحايا جرائم مماثلة - سكتت عنها أميركا - قد يتحولون إلى إرهابيين، بسبب شعورهم بالظلم والقهر، وأول من يتضرر منهم هي الولايات المتحدة.

 

واستكمل: الولايات المتحدة الأميركية لها سجل كبير في التناقض بملف حقوق الإنسان، فهي ترفعه كشعار دائم، لكنها في الوقت نفسه نادرًا ما تطبقه كما ينبغي، وتتغاضى مرارًا وتكرارًا - ومن دون خجل- عن كثير من الجرائم، وتمتنع حتى عن التنديد.

 

اختتم: مبدأ تغليب المصالح الأميركية الخاصة على القيم والمبادئ الانسانية العامة، تعتمده أمريكا دائمًا ولا عجب في تأخرها كل هذه السنوات. 

 

تأثير الاعتراف على الوضع في بورما 

كانت الإدارة الأمريكية صنفت عمليات الجيش في ميانمار، ضد أقلية الروهينجا المسلمة، "إبادة جماعية" وذلك على لسان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أثناء زيارته متحف الهولوكوست في واشنطن مساء الإثنين.

 

وفر مئات آلاف السكان من الروهينجا منذ حملة القمع التي بدأت عام 2017 وقتل فيها أكثر من 6 آلاف شخص في الشهر الأول من المذابح وتسبب ذلك في رفع قضية بخصوص ميانمار في محكمة العدل الدولية عام 2019.

 

وأقلية الروهينجا يبلغ عدد أفرادها مليون نسمة وترفض حكومة ميانمار، التي تنتمي لأغلبية السكان البوذيين منح الروهينجا الجنسية، واستثنتهم من الإحصاء السكاني الذي أجري عام 2014، رافضة اعتبارهم أقلية قومية.

 

وتغير موقف أمريكا مع وصول الرئيس بايدن إلى السلطة، ووعد وزير خارجيته بمراجعة الوضع في بورما إذ لم تصل التحقيقات الأمريكية سابقان إلى أي استنتاجات.

وبحسب خبراء، لا يؤدي الاتهام بالإبادة إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات بالضرورة، ولكنه يشكل بالطبع ضغطا هائلا على الحكومة البورمية التي لم تعلق على الأمر حتى الآن.

الجريدة الرسمية