هل ينال الشخص عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا؟.. عالم أزهري يجيب | فيديو
كشف الدكتور عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عن عقوبات عقوق الوالدين، وهل هي ترد في الدنيا فقط أم في الدنيا والآخرة.
عقوق الوالدين
وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية خلال لقاء له ببرنامج "صباح البلد" المذاع عبر قناة صدي البلد، أنه يجب على جميع الأبناء المحافظة على بر آبائهم لأن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، وأن ما يملكه الأبن هو ملك لوالديه مستشهدا بقوله تعالى: "أنت ومالك لأبيك".
عقوبات عقوق الوالدين
وأشار الدكتور عبد الغني هندي إلى أن جميع الذنوب تؤجل إلا عقوق الوالدين، فيري الإنسان العقوبات نتيجة عقوق الوالدين وهو على قيد الحياة.
وفي نفس السياق قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إن «بر الوالدين» من أهم الموضوعات التي يجب التذكير بها في شهر رمضان، حيث إن بر الوالدين من أفضل الأعمال بعد التوحيد وعبادة الله، وهو على قدم المساواة مع الصلاة والزكاة كما جاء على لسان سيدنا عيسى عليه السلام: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}، وأن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر حتى لو كان التعبير عن العقوق بكلمة «أف».
وأضاف فضيلته خلال الحلقة الرابعة عشر ببرنامجه «الإمام الطيب» أن أول ما يلفت نظر المسلم في شأن هذا الموضوع هو تكرار وروده في القران الكريم، حيث ورد 7 مرات كتوجيهات صريحة {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، كما جاء بالثناء على الأنبياء والمرسلين في أكثر من موضع بما هم أهله من نبل الأخلاق وفي مقدمتها بر الوالدين، حيث جاء في شأن سيدنا يحي عليه السلام: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا}، مضيفًا فضيلته أن مطالبة الأبناء بأداء حقوق الوالدين وإن وردت في الآيات في صيغة وصايا خلقية إلا أنها في حقيقتها أحكام تكليفية يترتب عليها ثواب وعقاب، ومسؤولية عظيمة لا يُقبل فيها إهمال أو تبرير.
وأكد فضيلته أن التذلل أو خفض جناح الذل للوالدين هو أولًا من باب سداد الديون ثم هو خلق من أخلاق الواجب والوفاء والمروءَة، ومصدره الرحمة ورقة القلب واستقامة الضمير، وإذا بذله الأبناء فإنما يبذلونه طواعية واختيارًا امتثالًا لأمره تعالى وتقربًا إليه، لا تضطرهم إليه ذلة ولا مصلحة، ولا يشعرون به بشيء من الهوان أو النفاق أو المداهنة التي تلحق المتذلل إلى الناس من أجل الحاجة والمصلحة، سواء أكان التذلل سجية في طبعه أو مما جاءت إليه خلائق الرغبة والحرص.
وشدد شيخ الأزهر على أن بر الوالدين واجب على الأبناء حتى لو لم يكن الوالدان مسلمين، ويتأكد البر في حال كبر الوالدين وضعفهما أو مرضهما، وعلى الأبناء ألا يضيقوا ذرعًا بإقامة الأب والأم معهم وألا يلجؤوا إلى وضع الأبوين في دور المسنين إلا للضرورات القصوى كعجز الأبناء عن رعاية الوالدين أو تمريضهم، فحكم الأبناء في هذه الحال حكم المضطر ولكن يلزمهم البر بهم والإحسان إليهم والحرص على زيارتهم، وعلى الزوجة ألا تضيق صدرًا بهذا الواجب الخلقي وأن تشجع زوجها على الوفاء به تجاه والديه، وليعلم الزوجان أن ما يقدمانه في هذا الشأن يدخر لهما ويجازيان بهما في الدنيا قبل الآخرة، قال رسول الله ﷺ: «برُّوا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفُّوا تعف نساؤكم».
ويذاع برنامج "الإمام الطيب" يوميا على عدد من القنوات في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية لفضيلة الإمام الأكبر على "فيس بوك" وقناة فضيلته الرسمية على اليوتيوب، والصفحات الرسمية للأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي.