رئيس التحرير
عصام كامل

باحث: التصوف بدأ من العراق ولعب دورا كبيرا في مواجهة الاحتلال الغربي

انصار الصوفية
انصار الصوفية

قال الدكتور صلاح عبد الرازق، الباحث الصوفي، أن هناك الكثير من الأدلة على نشأة التصوف في العراق أولًا وخاصة البصرة والكوفة، في ظل بروز أسماء كبرى شهيرة أمثال الجنيد البغدادي ومعروف الكرخي وبهلول الكوفي ورابعة العدوية وعبد القادر الكيلاني وأحمد الرفاعي.

نشاة الطرق الصوفية 

وأضاف: كما أن أهم الطرق الصوفية خرجت من العراق على شاكلة الطريقة القادرية، والرفاعية، والنقشبندية، الطريقة البكتاشية.

واستكمل: الصوفية خرجت من العراق في العصور الاسلامية، وامتدت لكل البلدان، فأنشأ الصوفية الرباطات والزوايا والتكايا، لكنهم عند اللزوم كانوا يحملون سلاحهم لمواجهة أي اعتداء أجنبي. 

واختتم حديثه قائلا: التصوف ليس الدروشة التي يوحي بها اعداء التصوف دائما، ودور الطرق الصوفية في مواجهة الاستعمار منذ القرن التاسع عشر والقرن العشرين معروف للجميع، حيث قادت حركة المهدي السوداني الصوفية الثورة ضد الحكم التركي في السودان ثم الاستعمار الانكليزي وكذلك الشيخ عمر المختار الهلالي في ليبيا ضد الاحتلال الايطالي، وغيرهم الكثير. 

عن الصوفية وتاريخها 

والصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد ‏مراتب الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، ومثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم ‏العقيدة بالإيمان، اهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان والسلوك وتربية النفس والقلب وتطهيرهما ‏من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، وهو الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني ‏الإسلام والإيمان، بحسب الصوفية. ‏

 

وانتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي مع قدوم القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية.

التمسك بالكتاب والسنة 

وبحسب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، الطريقة الصوفية، ينبغي أن تتصف بأمور أولها التمسك بالكتاب والسنة؛ إذ إن الطريقة هي منهج الكتاب والسنة، وكل ما يخالف الكتاب والسنة فهو ليس من الطريقة، بل إن الطريقة ترفضه وتنهى عنه. 

ويضيف جمعه: الطريقة ليس لها تعاليم منفصلة عن تعاليم الشريعة بل جوهرها، وللتصوف ثلاثة مظاهر رئيسية حث على جميعها القرآن الكريم، وهي: الاهتمام بالنفس، ومراقبتها، وتنقيتها من الخبيث، قال تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا.

ويوضح شيخ الطريقة الصديقية، أن الطريقة الصوفية تعتني دائما  بكثرة ذكر الله عز وجل، إذ قال سبحانه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.

الجريدة الرسمية