علي جمعة: لا تخف إلا من الله وتوكل عليه فلا يكون إلا ما أراد
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مع حبر الأمة عبد الله بن عباس "احفظ الله يحفظك..." حديث جامع، موضحًا أنه "إذا سألت فاسأل الله"، لخصت كل سلوك الإنسان في علاقته مع الله وفي عزته مع الخلق، لا تطلب من الخلق شيئًا، ولا تخف إلا من الله وتوكل على الله حق توكله، وتوكل على الله حق التوكل وكن في رضا وتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى، فإنه لا يكون في كونه إلا ما أراد.
لا تخاف إلا الله
وأضاف "اعلم أن النصر مع الصبر"، هذه الكلمة وحدها تكتب بماء الذهب، الصبر والنصر أخوان متلازمان، لذلك لا تيأس وأمل في وجه الله خيرا، قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، لذلك فأحسن الظن بربك حتى تراه أمامك تجاهك.
وكتب علي جمعة تدوينة علي الفيس بوك "عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كنت خلف النبي - ﷺ - يومًا فقال: " يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاسعتن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإذا اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف". [رواه الترمذي].
التعرف على الله بالشدة
وقال "وفي رواية غير الترمذي: "احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما اخطأك لم يكن ليصيبك وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا". حديث جامع يعلم فيه رسول الله - ﷺ - حبر الأمة ابن عباس: أولا: "احفظ الله يحفظك" ولما كان الإنسان يبلغ سن الشيخوخة الهرم ويجد أن الله حفظ أعضائه وجوارحه وكان يسأل بما هذا؟ فيظن السائل أنه سيجيب أنه اتخذ الإجراءات الصحية أو كذا إلى آخره، فيقول: لا هذه أعضاء حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر."
وأضاف "احفظ الله في قلبك يحفظك من أعدائك ومن الشامتين فيك، يحفظك من الأذية ومن الضرر. الكلمة الثانية: "احفظ الله تجده تجاهك"، وتجاهك من وجاهك، من الوجاهة يعني في وجهك أمامك، ولذلك في الرواية الأخرى تجد "أمامك" بدل "تجاهك"، وهذا معناه أنه لا يغيب عنك ولا يغيب عن استجابة الدعاء؛ فكلما ذكرت الله سبحانه وتعالى ودعوته وجدته أمامك"
علاقة الإنسان مع الله
وتابع على جمعة تعليقه على أهمية حديث رسول الله قائلًا: "الكلمة الثالثة: "وإذا سألت فاسأل الله"، وهذه الكلمة لخصت كل سلوك الإنسان في علاقته مع الله وفي عزته مع الخلق، لا تطلب من الخلق شيئًا وكان أهل الله يقولون: نحن قوم لا نطلب ولا نرفض، فإذا جاءهم الأمر من عند الله قبلوا به، وإذا لم يأتي لم يطلبوه من الناس، وإذا أرادوا أن يسألوا أحدًا سألوا الله سبحانه وتعالى."
وقال "الكلمة الرابعة: "وإذا استعنت فاستعن بالله"، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وهذا يلزم منك اليقظة، والتوبة، والتوجه والإخلاص لله رب العالمين ولذلك ألف الهروي (منازل السائرين بين إياك نعبد وإياك نستعين).
وتابع جمعة قائلًا: "الكلمة الخامسة: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك"، ولذلك فالحمد لله وحده."
وأضاف "الكلمة السادسة: "وإذا اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك"، ولذلك فلا تخف إلا من الله وتوكل على الله حق توكله.. الكلمة السابعة: "رفعت الأقلام وجفت الصحف" وانتهى الأمر إلى أنه لا حول ولا قوة إلا بالله."
الرخاء والشدة
واستطرد قائلًا: "في الرواية الأخرى هناك كلمة ثامنة: "تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة"، وهذا أمر يغفل عنه كثير من الناس، لا يتعرفون إلى الله في الرخاء بل يتعرفون إليه في الشدة وحدها ؛فإذا نزل بهم البلاء والمصاب التجأوا إلى الله ودون ذلك كانوا غافلين، والنبي ﷺ يبين لك أن الله سبحانه سيكون معك حين الشدة حينما تذكره حين الرخاء."
وقال "والكلمة التاسعة: "واعلم أن ما اخطأك لم يكن ليصيبك،وما أصابك لم يكن ليخطئك"، لذلك فتوكل على الله حق التوكل وكن في رضا وتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى فإنه لا يكون في كونه إلا ما أراد."
وأضاف جمعة "والكلمة العاشرة: "اعلم أن النصر مع الصبر"، هذه الكلمة وحدها تكتب بماء الذهب، الصبر والنصر أخوان متلازمان، "اعلم ان النصر مع الصبر" لذلك فإن كثيرا من الناس يسيرون بعجلة ويتعجلون النتائج في الحياة الدنيا فلا يصابون إلا بالخذلان والعياذ بالله تعالى."
وقال علي جمعة "الكلمة الحادية عشر: "وأن الفرج مع الكرب"، وهذه {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} فلا تيأس من الكرب. اشتدّي أزمةُ تنفرجي ** قد آذَنَ لَيلُكِ بالبَلَجِ، "والعسر معه اليسر" كما أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى ورسوله ﷺ ولذلك لا تيأس وأمل في وجه الله خيرا وأنا عند ظن عبدي بي، لذلك فأحسن الظن بربك حتى تراه أمامك تجاهك."
واختتم تعليقه على الحديث قائلًا: "اثنا عشر كلمة علمها رسول الله ﷺ لابن عباس وللأمة من بعده كان معلمًا ﷺ بأبي أنت وأمي يا رسول الله ﷺ."