رئيس التحرير
عصام كامل

إصلاح خريطة الزراعة.. نواب: الأمن الغذائي جزء لا يتجزأ من القومي المصري

النائب هشام الحصري
النائب هشام الحصري

فرضت العملية العسكرية التى بدأتها روسيا ضد أوكرانيا، وما تبعتها من أزمات عالمية أثرت بشكل كبير على سلاسل الإمداد، خصوصا فيما يتعلق بالسلع الاستهلاكية، وفى مقدمتها الغذاء، ضرورة التفكير من أجل تأمين احتياجات السوق المصرى من المحاصيل، باعتبار أن الأمن الغذائى جزء لا يتجزأ ولا ينفصل عن الأمن القومى للبلاد.

السلع الاستهلاكية
الأزمة الأخيرة، تبعتها بعض التصرفات التى توحى بمخاوف من تأثر البلاد بسبب نقص السلع الاستهلاكية اليومية، وهو ما دفع إلى قيام بعض التجار لرفع الأسعار، استنادا إلى أن جزءا كبيرا من هذه السلع يتم استيراده من الخارج، ومن ثم لديهم توقع بارتفاع أسعار الاستيراد الفترة المقبلة.


أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، أكدوا أن حلم تحقيق الاكتفاء الذاتى ليس ببعيد، لاسيما فى ظل ما تقوم به الدولة من جهود حقيقية وتحركات حثيثة من أجل توفير كافة الاحتياجات، خصوصا فيما يتعلق بالتوسع فى زراعة القمح على سبيل المثال، وهو المحصول الأكثر تأثرا بسبب الأزمة القائمة بين روسيا وأوكرانيا.


الدولة اتجهت أيضًا -وفقا لما أكده أعضاء الغرفتين التشريعيتين- إلى توفير كافة الخدمات الداعمة لتأمين احتياجات مصر من الغذاء، من خلال زيادة معدلات استصلاح الأراضى، وتهيئة البنية التحتية من الطرق وخلافه، لتسهيل عمليات النقل وتأثير ذلك فى زيادة معدلات الاستثمارات الزراعية.

القمح
من جانبه..قال النائب هشام الحصرى، رئيس لجنة الزراعة والرى واستصلاح الأراضى بمجلس النواب: بالفعل قامت الدولة فى الفترة الماضية بالعديد من الجهود لتأمين احتياجات المواطنين من المنتجات الإستراتيجية، مشيرا إلى أن ذلك أسفر عن زيادة إنتاجية مصر من القمح، مؤكدًا أنه بفضل تلك الجهود، فإنه على الرغم من ظروف العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، فإن رصيد مصر على سبيل المثال من القمح حتى نهاية العام الحالى 2022.


وأشار رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان، إلى ما تم بشأن المليون ونصف المليون فدان، وهو أمر فى منتهى الأهمية لتوفير مزيد من الاحتياجات الأساسية للمواطنين.


وأوضح النائب هشام الحصرى، أن الدولة تسعى بالفعل لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل، لافتا إلى أن الوصول لهذا الأمر ليس بعيدا فى ظل الجهود التى تقوم بها مصر فى هذا الشأن.

أمن قومي

من جانبه أكد اللواء إبراهيم المصرى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، حريصة كل الحرص على تحقيق الاكتفاء الذاتى من كافة السلع، لافتا إلى أن جهود مصر فى هذا الأمر تقلل من التأثيرات السلبية المباشرة وغير المباشرة للأزمات الاقتصادية العالمية، وبينها العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.


وقال النائب فى تصريح خاص لـ"فيتو": على سبيل المثال إن مصر تستورد القمح من كل من روسيا وأوكرانيا، ولكن مع وعى القيادة السياسية هناك مخزون إستراتيجى يكفى حتى نهاية العام الحالى، بالإضافة إلى اقتراب دخول المحصول المحلى، مشيرًا إلى خطة الدولة كذلك فى إنشاء صوامع للغلال وتحسين جودة الطرق والتى ساهمت فى زيادة المخزون من القمح.


وتابع وكيل لجنة الدفاع بالبرلمان: تحقيق الأمن الغذائى أمر فى منتهى الأهمية، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، قائلا: تأمين احتياجات المواطنين الأساسية يساهم بلا شك فى دعم واستقرار الوطن.


ومن جانبه أشار النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، إلى أن أحدا لا يمكنه أن ينكر الجهود الفعلية فى دعم القطاع الزراعى لمصر، من خلال التوسع فى استصلاح الأراضى، ومواجهة عمليات التعدى على الأراضى الزراعية.

دعم الغذاء
وأكد أن من بين جهود دعم الدولة لتأمين الاحتياجات من الغذاء، ما يتم من نقلة كبيرة فى قطاع النقل، بما يسهل عمليات الاستثمار الزراعى، وتوفير بيئة مناسبة لزيادة الرقعة الزراعية.


وقال زين الدين: حلم تحقيق الاكتفاء الذاتى ليس ببعيد، بل إن الدولة بالفعل فى طريقها لتحقيقه، مؤكدا أن مجلس النواب يساند كافة الجهود للوصول إلى ذلك، من خلال تفعيل كل أدواته التشريعية والرقابية.


وبشأن الأزمة التى خلفتها العملية العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، فى شأن ارتفاع أسعار بعض السلع، أشار عضو مجلس النواب، إلى أنها أزمة مفتعلة، لا سيما أن الدولة أعلنت مرارا وتكرارا أن كافة الاحتياجات متوافرة ولا يوجد أي عجز بالسلع.


وأكد النائب أن الحكومة أعلنت على سبيل المثال وجود احتياطى من القمح يكفى حتى نهاية العام، إلا أنه على الرغم من ذلك يوجد هناك تحريك فى الأسعار، وهو الأمر الذى يتطلب مزيدا من الرقابة على الأسواق لإحكام السيطرة.


واتفق معه المهندس عبد السلام الجبلى، رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، في أهمية الجهود الكبيرة التى قامت بها الدولة خلال السنوات الأخيرة فى ملف استصلاح الأراضى والتوسع فى المحاصيل الإستراتيجية، مشيدا بفكر الرئيس عبد الفتاح السيسى وتوجيهاته منذ عام ٢٠١٤ بالتوسع فى مشروعات الزراعة واستصلاح الأراضى باعتبارها تمثل الأمن الغذائى للمصريين، والذى يمثل جزءا من الأمن القومى للبلاد، قال الجبلى فى تصريح خاص لـ"فيتو": نجحت تلك الجهود فى إضافة نحو ٣.٥ مليون فدان للرقعة الزراعية.

وأصبحت مصر تحتل المراكز الأولى عالميا فى تصدير بعض المحاصيل مثل الموالح والفراولة والزيتون، وكذلك فى إنتاج التمور.

الاكتفاء الذاتي
وحول إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح، أوضح رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، أن هناك بالفعل خطوات جادة من جانب الدولة تجاه تحقيق الاكتفاء الذاتى من بعض السلع والمحاصيل من خلال التوسع فى زراعتها.

إلا أن الأمر يحتاج جهود أخرى أيضًا تتعلق بمنظومة البحث العلمى فيما يتعلق باستنباط بذور ذات إنتاجية عالية وأقل تكلفة فى استهلاك المبيدات والمياه، بالإضافة إلى العمل على إيجاد حلول علمية لتحلية المياه، وغيرها من عقبات التوسع فى الزراعة. 

ورأى المهندس عبد السلام الجبلى، أن تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مختلف المحاصيل أمر صعب على أي دولة، ولكن يمكن للدولة تحقيق الاكتفاء الذاتى فى محصول مهم أوأكثر، وتقوم بتصدير الفائض منها، وتستورد احتياجاتها من باقى المحاصيل التى لديها فجوة فيها بين الإنتاج والاستهلاك، وهذا ما تقوم به مصر وغيرها من الدول.


وأشار إلى أهمية وجود خطة مستقبلية واضحة ودقيقة لخريطة الزراعة فى مصر، والاستفادة من قانون الزراعات التعاقدية فى خطوات الدولة للتوسع فى بعض المحاصيل الهامة.

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية