رئيس التحرير
عصام كامل

كتيبة آزوف.. السر وراء صمود مدينة ماريوبول الأوكرانية رغم الحصار الروسي

أوكرانيا
أوكرانيا

منذ اليوم الثاني للحرب الروسية الأوكرانية، تستميت موسكو للسيطرة على مدينة ماريوبول شرقي أوكرانيا، عبر معارك مستمرة وقصف متواصل حتى باتت إحدى أكثر ساحات المعارك سخونة، ما أرجعه محللون لثلاثة أسباب أبرزها خلق ممر بين القرم ودونباس، وكذلك خنق اقتصاد كييف.

 تكتيكات الروس

ورغم أن البداية الروسية كانت قوية وبالفعل استولت على أجزاء منها، فإنّها واجهت صمودًا كبيرًا مِن قبل الجيش الأوكراني وبعض الكتائب العسكرية التي تعرف تكتيكات الروس، ومن ثمّ كانت عصية على الجيش الروسي حتى اليوم، حسبما ذكرت قناة "سكاي نيوز".

وبعد أسبوعين مِن حصارها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مساء الأحد، منح أوكرانيا مهلة لمدة ساعات للردّ على طلب تسليم المدينة الساحلية، إلا أن الرد جاء سريعًا من قبل نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، بأن "تخلينا عن مدينة ماريوبول وإلقاء السلاح أمر غير وارد".

سر مدينة ماريوبول

وتعقيبًا على ذلك، قالت الخبيرة الأمريكية المتخصصة في الشؤون الاستراتيجية إيرينا تسوكرمان، إن مدينة "ماريوبول" نقطة مهمة من الناحية الاستراتيجية لأنها اتصال محتمل للجسر البري الذي تخطّط روسيا له إلى شبه جزيرة القرم، والذي سيسمح بنقل المقاتلين والإمدادات والأسلحة بسهولة بين الموقعين.

وحول سر صمود ماريوبول، قالت تسوكرمان إن "جزءًا من ذلك يعود إلى الوجود الناجح لكتيبة آزوف المعروفة بمهاراتها في الاستطلاع والاستطلاع المضاد الذي تفتقر إليه روسيا".

وأشارت إلى "سببٍ آخر هو ذكرى الهجمات الوحشية التي شنّها الانفصاليون المدعومون من روسيا في عام 2014 وروح المقاومة القوية بشكل عام ضد الاحتلال، والتي عادت إلى الاتحاد السوفيتي، عندما حاول ستالين تجويع المقاومة الوطنية في أوكرانيا".

دعوة للعبودية

وأوضحت أن "الأوكرانيين اعتبروا أن اقتراح روسيا بتسليم ماريوبول إهانة ودعوة للعبودية، لا سيما بالنظر إلى أن روسيا لا تعمل بشكل جيد عسكريًّا أو سياسيًّا أو اقتصاديًّا. علاوةً على ذلك، أعطت وحشية روسيا ضد المدنيين مزيدًا من التفكير لمواصلة القتال. إذا استسلموا، فسيؤدّي ذلك إلى إحباط المدن الأخرى، وسيُنظر إليه على أنه خيانة لكل من مات نتيجة القصف الروسي. لا يرى الأوكرانيون في الاحتلال الروسي بديلًا قابلًا للتطبيق للموت، ويبدو أنهم على استعداد للقتال حتى النهاية".

البحر الأسود

وتستمد ماريوبول، وهي ثاني أكبر مدن دونيتسك التي اعترفت روسيا باستقلالها هي ولوجانسك في فبراير الماضي، أهميتها الاستراتيجية من موقعها الجغرافي، فهي عبارة عن أكبر ميناء على بحر آزوف المتصل بالبحر الأسود عبر مضيق كيرتش.

ويقترب عدد سكان ماريوبول من نصف المليون نسمة، وبها نسبة كبيرة من الروس إلى جانب الأوكرانيين واليونانيين والبيلاروس والأرمن واليهود وغيرهم.

الجريدة الرسمية