داعية ينتقد تشدد السلفية في فهم التوحيد: المطلوب العمل الصالح ومراقبة الله
انتقد أبو عبد الله الهاشمي، الداعية السلفي، تشدد السلفية في تقسيم المسلمين حسب رؤيتها لقواعد الدين ولاسيما التوحيد، لافتا إلى أنه لا ينبغى حصره في الدعوة للأموات أو الاستغاثة بهم حسب تابوهات المنهج السلفي وما يعتبره نواقص التوحيد، موضحا أن تحقيق التوحيد يكون بفعل العمل الصالح ومراقبة الله في القول والفعل.
علاقة العبد بربه
وأضاف: التوحيد هو علاقتك بربك، خوفك منه وخشيتك ورغبك ورهبك وخشوعك وتوكلك عليه، مردفا: هو إخلاصك في عبادتك لربك صلاتك وصيامك وزكاتك وحجك ومراقبتك ربك في أقوالك وأفعالك.
واستكمل: قد يتصور البعض أن الاهتمام بالتوحيد ونبذ الشرك من اختراع ابن تيمية والوهابية والسلفية، وهذا ليس صحيحا، بل منصوص عليه في آيات قرآنية وأحاديث نبوية، وقال تعالى مخاطبا سيد الموحدين وإمام الأنبياء والمرسلين: لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ".
واختتم حديثه قائلا: ورغم ذلك لايجب حصر التوحيد بعيدا عن الدعوة لصلاح أمر العباد، فعلى قدر توحيدك يصلح قلبك وعملك بما ينعكس على المجتمع، فصلاحه يكون بصلاح أفراده، على حد قوله.
عن السلفية وتاريخها
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.